القرصان الصياد ٣١
بعد صلاه الفجر اعد الرجال مراكب مجهزه كما امر وخطط عز الدين ،وما ان انشق الصباح عنها حتى بدت كقناديل فى ايدى الغيد يتقدمها عز الدين قائدا ، يخرج منها ثلاث تجوب البحيره بالشيوخ فهم على معرفه تامه باهل البحيره ومجاهلها .وما ان اصبحت الشمس فوق راس عز الدين تكلل هامته تاجا للحريه واكتمل الخلق من جميع انحاء البحيره امامه فى محيط جزيره الشيخ صالح التى لم يتبقى عليها سوى زبيده التى كانت تحمل بندقيه اخاها وما ان رات عز الدين يرفع يده ملوحا بها فى الفراغ مناديا فيهم مبينا لهم عظم الخطر من بقاء هذه القله الفاسده موضحا لهم غفلتهم حتى استفحل وان دورهم فى الصراع لا يتعدى كونهم رقباء وشهداء على ما يدور ..سمع زمجره غضب واستنكار من الناس .فقال :- فقط اردت ان اعفيكم من الحرج .
وهنالك شق صخب القوم صوت شيخ شعر بالمهانه لتجاهل عز الدين لهم حيث انهم فقط كانوا فى غفله حتى هبت نسائم الحريه لتنفض عنهم تراب الوهن.
فقال الشيخ :- هبوا من رقدتكم واسمعوا الرجل اصواتكم .
خرجت من جزيره الشيخ صالح صوت زبيده التى كانت تلوح بسلاحها وخلفها النساء :-
الله اكبر الله اكبر الله اكبر
فاشعلت النار فى نفوس الشباب وزادت الثوره فى النفس وبلغت القلوب الحناجر مكبره مؤيده لعز الدين وما كان منه الا ان هدأ الموقف بحكمته :- الا تبصركم القلوب قبل العيون فكونوا باخونكم الضالين رحماء فاحقنوا الدماء قد المستطاع ،ونا جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على الله انطلقت طيور البحيره من نورس وبط وطيور مهاجره قادمه من الشمال فرارا من الصقيع والثلج لتعم بدفء بلادنا محلقه فى الفضاء تاره وغائصه فى الماء تقتنص صيدها تاره اخرى ،بينما مجموعه اخرى قد استرخت فوق صفحه الماء او فوق مستعمرات البوص المنتشره فى انحاء البحيره ،حتى حدث ما افزعها فانطلقت جميعها محلقه اثر مرور مركبان شراعيان فى خطان متوازيان ، يليهما اخرى تسير بين خطى تموجاتهما ،ثم ثلاث مجموعات كل منها عباره عن اربع مراكب تسير فى ثلاثه خطوط متوازيه .كان عز الدين بمقدمه المركب الثالث الذى اندفع صوب وكر اللصوص مشيرا لمركبين ان ينطلق احدهما شرقا والاخر غربا وكان ذلك اذانا بالانزال حول وكر اللصوص .كانت الجزيره كعادتها اثناء النهار اذ يغط اهلها فى ثبات عميق او نوم كالاموات من اثر تعاطى كميات كبيره من المخدرات ما عدا قله للحراسه قد استهانوا بطيبه القوم فظنوها صعفا وعدم القدره على الاقتراب فاسترخوا وهم يدخنون فكانوا صيدا سهلا اسهل من طير سقط عليه شبكه صيد .
ولنا لقاء
عوض حميد
.
0 التعليقات:
إرسال تعليق