القرصان الصياد ٣٠
اطل قرص الشمس من خلف صفحه الماء باعثا اشعته من خلال صفحتها الرقراقه .والخوالى من حانوته يستعيد معها ذكرى الصحبه ،نظر الشيخ جليل فقرا فى وجه ولده الحنين رؤيه عز الدين فتنهد الشيخ فى شوق الاب الى ولده دون ان يتكلم حتى بعد ان اقبل عليهما ابو شاهين الذى سلم عليهما وجلس الاخر صامتا تحكى عيونهم حكايات ايام مضت ، تنقلهم فجاه الى الواقع اصوات تاتيهم من ناحيه البحيره تشبه الزغاريد وهتافات تحمل الفرحه فتنقلها من الهاتف الى السامع معبره عن حب عميق . هب ابو شاهين واقفا دون ان يعتمد على عصاه فقد لاح لبصره عز الدين بهيئته والصيادون يزفون مركبه حتى رست على الشاطىء .نزل عز الدين يتبعه الريس عتمان مبهورا ماخوذا من حراره الاستقبال ، لم يكن الريس عتمان قد حرم نصيبه من هذا الترحيب فقد ناله منه ما ارضاه من قوم يعرفون واجب الضيف . تقابل الاخوه وتعانقوا عناقا حارا لم ينسى عز الدين الشيخان فتلفت حوله بحثا عنهما فقد كانا مازالا يحثا الخطا ليدركا الشباب الذين حجبوا عز الدين عن انظارهم فهرول اليهما ليجنبهما مشقه السعى ويتعانق ثلاثتهم ورابعهم الذى لم يترك عز الدين يده الا ليعانق الاحبه كان يشاهد هذا المنظر مستبشرا بثورة البحيره على مافيها من فساد بقياده عز الدين فى شوق ولهفه على ان يعرفوا منه ماالم به فى هذه الليله المشؤمه فقص عليهم ما حدث ثم اطمان منهم ان الهجانه عادوا دون ان يسيئوا الى احد من هال البلده .وقف عز الدين وكان الجميع يتلهفون على معرفه ما اتى به عز الدين من انباء فقال
اخوانى المجاهدين !قال سيدنا ابو بكر الصديق رضى الله عنه بعد انتقال الرسول صل الله عليه وسلم الى الرفيق الاعلى (ايها المسلمون من كان يعبد محمد فان محمد قد مات ومن كان يعبد الله فان الله حي لايموت)وعز الدين يقول لكم اليوم من كان منكم يزود عن بلده وداره واهله فقد ابتعد عنهم الخطر وباتوا فى امان ،اما من كان منكم يجاهد من اجل عز الوطن ورفعته فالوطن ينادى المخلصين منكم الى حيث يناديهم الواجب وغوث المستغيث .
انطلقت صيحات الشباب فى حميه بالغه مكبرين
الله اكبر حى على الجهاد
اقشعر بدن الريس عتمان وقد لمعت فى عيناه دمعه فخر وبشر واستطرد عز الدين : - فليعلم جميعكم شيبكم وشبابكم ان ميدانا جديدا ينتظر كفاحكم . فى البحيره قله مارقه من الاشقياء ضلوا السبيل وشغلوا الناس عن اعمالهم وارزاقهم وانسوهم ما يحيط بالامه من خطر ،ولذلك وجب علينا الضرب على ايديهم حتى يستقيم صراطهم ،وبذلك نحمى ظهورنا فلقد اخترت ان تكون البحيره قاعده لانطلاقنا نحو اهدافنا صوب معسكرات الاحتلال حيثما كانت.
غدا بعون الله سوف اعود مع الريس عتمان لاجمع اهل البحيهر ليقفوا فى وجه هذه العصابه ويطهروا البحيهر منهم . كان الشيخ جليل يعلم جيدا ما بنفس عز الدين وان لم ينطق به لسانه فابتسم ثم نظر الى الشباب فى دهاء وقال :- اما انا فلن اترك ولدى عز الدين معك لاخر الدنيا .
اما الخولى فقال وهو يداعب عز الدين :- ربما وجد بالبحيره من هم اكفا منا .
الجميع وقد استوعبوا الحوار فهبوا :- كل البلاد وطننا ،معك والله معنا.
الشيخ جليل ( رفع يده ليكف الشباب عن الهتاف )
وقال لم يكن فى نيه عز الدين ان يستغنى عن جهدكم وكن سوف نمهد لكم دخول البحيره بعد ان نجتمع بشيوخها الذين قد تعرفت قبلا على الكثيرين منهم
ولنا لقاء
عوض حميد
0 التعليقات:
إرسال تعليق