القرصان والصياد٣٢
من خلال الدخان المنبهث من انوف شلد ورجاله ،وكذلك الدخان المتصاعد من وعاء الجمر المحيطين به الذى يلتقطون منه الجمرات التى يحرقون بها التبغ المضاف اليه قرص الحشيش المهيأ بعد دمغه بفم احدهم لتشكيله .
ان غياب الرجلين المكلفين بحرق مراح الشيخ صالح قد اغضب شلد غضبا شديدا فجفاه النوم وما ان طال انتظاره واشتد قلقه حتى لجأ الى التدخين كى ينطوى النهار وياتى الليل الذى لا يستطعيون العمل الا من خلاله .
كان شلد يسب ويلعن ويتوعد رجاله تاره ثم اهل المراح تاره ،وهم بين كل ذلك اذ حجب الضوء المنبعث من المدخل ،بدايه ظنوا براسهم الظنون قبل ان يتبينوا الحقيقه اذ كان يقف بالباب عز الدين ليرد على تهديدات شلد فى تحدى وشجاعه اوقعت كل من كان حول عز الدين ورطه كشفت لعز الدين ولانفسهم مدى ضعفهم وجبنهم .
قال عز الدين فى صوت ينم عن الثقه والشجاعه :-
ها قد حضرت اليك لتعلم ان عز الدين لا يخلف وعده.
تساءل شلد فى جرأه مزيفه وقوه مفتعله من جرأه مجنون يلقى بنفسه بين انياب وحش كاسر ،تحامل شلد على نفسه وهو يتوجه الى جدار الغرفه المعلق بها عددا من الاسلحه البيضاء فحمل منها اطولها وهجم به على عز الدين الذى افسح له الطريق ليرى من بالخارج ، كان عز الدين قاصدا ان يجعله يرى من بالخارج من رجال فيمنعه من استخدام العنف حقنا للدماء ولكنه يرى سوى زبيده وسلاح اخاها مصوبا نحو شلد بعد ان تقدمت كل الرجال ولم تتردد فى ان تنتهز هذه الفرصه للثار لاخاها فارسلت له رصاصه قاتله اسقطته ثم اعدت البندقيه لتبعث له برصاصه اخرى لولا صرخه الشيخ المكلوم كبلتها وهو يتوسل اليها فى اسى :- كفانا دماء يا حزينه!
قالت زبيده وقد بللت الدموع صدرها :- دم محمد بلل ارض المراح يا بوى.
وقع الرعب قى قلب العصابه من هول ما راوا .. رجال عراه قذفت بهم البحيره وكان سمكها قد تحول الى رجال ،كان يتساقط الماء من اجسادهم وهم يزحفون من كل صوب فى دائره ليكون السلاح فى ايدى رجال عز الدين الذين تسلقوا الصوارى وهى مصوبه نحو العصابه وهم يعلمون متى يطلقون رصاصها الا ان زبيده وحدها التى خرجت على اوامر عز الدين فاخذت بثارها ولم يكن ليلومها ، كان يمكن ان يتوقف الدم عند ذلك لولا ان بعضهم اراد ان يتولى الزعامه فنالهم منال شلد اذ رعدت الار ض على اثر ذلك سماء البحيره واشتعلت برصاص الرجال من فوق الصوارى ،وكل من على الارض يريد الفتك بالعصابه انتقاما لما قدمت يداهم وما اقترفوا فى حق الامنين .
من اجل ذلك جرد رجال البحيره ما عدا زبيده فلم يكن يعلم انها سوف تتبعهم لتاخذ بالثار ، هنالك رفع عز الدين يمينه فتوقف الرصاص الذى كان يرن فى اذنى زبيده مزغردا فاجهمت حين توقف فالظلم يولد القسوه التى تحجر القلوب . تحول عز الدين الى من تبقى من العصابه وقال فى اسى وحزن على الدم الذى يراق من اجل نزوات الحياه الفانيه وقال :- هكذا نسفك دماء بعضنا البعض دون ان نشعر بما يحدث من عدو يتربص بنا ،اما كان من الاولى ان يسفك فى سبيل الله ،او فى سبيل عيش وصون عرض ،وحفظ ارض ،لم نريدبكم سوى ان تعودوا الى صوابكم ،وتكفوا ايديكم عن اهلكم واخوانكم كى بتفرغوا الى اعمالهم فيعم الخير على الجميع ان الذى كنت تقومون به يسمى قرصنه ليست منا يحرمها ديننا ،فلتذهب واهلها الى الجحيمفهى من بدع الغرب الذى بنى مجده الفاسد منا فاقبلوا اليوم علينا لينهبوا خيرات بلادنا .عودوا الى احضان اهاليكم غفر الله لكم وتاب عليكم.
ولنا لقاء
عوض حميد
.
0 التعليقات:
إرسال تعليق