الاثنين، 11 مايو 2015
10:57 ص

القرصان والصياد ٢٩

                              القرصان والصياد ٢٩ 

دمعت عينا الشيخ وهو ينظر الى عز الدين حتى اغشت الدموع مقلتيه دون ان يشيح بوجهه عنه ،لقد مكث ايضا نصر الدين بينهم عده اشهر عقب اعتقال قائد الثورة وزعيمهم ،وما ان سقطتا الدمعتين حتى راى الشيخ صالح نصر الدين يقف امامه فانهمرت الدموع بغزاره من عينيه وهو يمد راحتيه الى عز الدين وهو يقول :- رحم الله والدك ليته طاوعنى ومكث بيننا ،ولكن قدر الله وما شاء فعل .

هتف القوم على قلب رجل واحد :- الله اكبر  الله اكبر  الله اكبر.

قال الشيخ صالح اكملوها ايذانا لصلاه الفجر ،وتالله يا ولدى لو خضت البحر لخضناه معك .

تهللت اسارير زبيده ،وسرت فى كيانها الكلمات سريان الحياه فى نفس تنشد الحياه ،وما ان خرجوا من الصلاه وجلس عز الدين الى الشيخ صالح وطلب منه الاذن بالعوده الى بلده حتى جعلت المفاجاه الجميع فى صدمه اخرستهم وانطقت زبيده :- وى !لماذا ؟ابتسم عز الدين ليعيد الى القوم رضاء النفوس وقال :- استشير رفاقى واطمئنهم اننى هنا وبين اهلى ثم اعود بعد ان اهيئ الامور.

قال الريس عتمان :- تعود وحدك ؟! لا بل سويا فكما حضرنا سويا سوف نعود باذن الله سويا .

اعد الريس عتمان عده اليوم لرحيل . وفى اليوم الموعود ،وبعد صلاه الفجر ،ومع اول ضوء واثناء تجهيز المركب للابحار لمح عز الدين اشباح تتحرك فى الامء متجهه نحو الجزيره .توقف عز الدين عن الحركه مما لفت نظر الريس عتمان فاشار عز لدين بيده نحو القادمون وهو ينزل الى الماء ويتبعه عتمان فى حذر وعيناهما معلقه بالمهاجمين .كانا رجلين يحمل احدهما صفيحه والاخر بندقيه . اتفق عز الدين وعتمان على ان يتبع كل منهما واحد من القادمون .وما ان اصبح عز الدين خلف حامل البندقيه حتى انقض عليه وافقده وعيه وكبله ، وما ان وصل عز الدين حيث عتمان وحامل الفيحه حتى وجدهما وقد اشتبكا بالايدى وقد سال مابى الصفيحه من سولار فاشتعل بالقش المنتشر بالجزيره .تجمع اهل الجزيره على الصوت فسيطروا على النار قبل ان تتسع ،وكذلك سيطر عز الدين بمعاونه عتمان على هذا الضخم ووضع مع زميله فى مكان يمنع فرارهما.

وقبل ان يغادر عز الدين الجزيره اوصى بالاسيران خيران مع تشديد الحراسه واليقظه التامه فهؤلاء قوم اشقياء يسكن معهم الشيطان وفيهم يوعز اليهم بالشر على انه الصواب .فمن خلال الدخان المتصاعد من النار يدخنون من المخدرات .

لم يكن اللصوص قد تذكروا انهم قد بعثوا بذاك الرجلين الى دمار الجزيره المنشوده.

استغرق اللصوص فى النوم حتى من تركوهم للحراسه ما ان ارتفعت الشمس فى السماء وتسلطت اشعتها على تلك الرؤؤس الخربه حتى اصبحوا جثثا لا حراك فيها. 

0 التعليقات:

إرسال تعليق