القرصان والصياد٢٨
انطوى اليوم كبقيه الايام فانصرف الكل الى شئونهم ماعدا عز الدين الذى لبث بالشاطىء ليودع الشمس وما هى سوى لحظه حتى يقبل الليل ، ومع دخول العتمه تزحف كائنات لتلتهم ما غفل عنها كائنات النهار .كانت عينا عز الدين دائما ما تجذبها نيران وكر اللصوص .كانت النيران بالرغم من حجمها الكبير تتضاءل اما عز الدين وهو يتدبر امرهم وما يسببون للناس من مشاكل .مر الليل حتى كاد ينتصف وعز الدين فى مكانه لا يبرحه ،ناظرا الى الماء تاره والى نيران اللصوص تاره اخرى تنبه عز الدين فجاه على رؤؤس انشق عنها صفحه الماء واطلت منها كرؤؤس الشياطين وهى تحمل الاذى الى قوم مسالمين ،لم يكن عز الدين يحتاج لجهد كى يميزهم وهم فئه ماتت ضمائرها فسعوا فسادا فى غفله منها. تراجع عز الدين عن الشاطىء حتى اصبحت الديار خلفه واللصوص فى مواجهته ثم بصوت المقاتل فاجاهم بصوت اسمع النائم من القوم قبل المتيقظ : اثبت مكانك يا شلد!
هنالك اهتز الزعيم الجسور ، وحش الليل ما كان يطلق على نفسه فما بالك باتباعه.وما ان ادرك شلد ذلك حتلا انتزع من صدره الذى خربته المخدارت صيحه جوفاء لتبدد هول المفاجاه من نفوس اتباعه :- استيقظ يا شيخ صالح غريب فى ديارك ، انه لص مواشى.
رد عليه عز الدين :- كيف جرات على العوده ومازالت يداك ملوثه بالدماء ؟
وبكذب وبجاحه اللصوص قال شلد :- تبعتك لامنعك من ان تلصق بنا تهمه سرقه المواشى .
واثناء هذا الحوار كانت العصابه قد احاطه بعز الدين الذى لم يهتز له جفن ،تخترق نظراته نفوسهم الخربه ،وصدق اللصوص ادعاء كبيرهم وكذبه وهموا ان يفتكوا بعز الدين الواقف فى مواجهتم وحده وقد هرع القوم اليه،ولكن زبيده كانت قد سبقتهم وهى حامله بندقيه اخاها الذى خرجت منه اول رصاصه الى صدر اقرب لص الى عز الدين
وكان قد اراد به شرا فسقط وسقط معه دمه الذى اطفا بعد صبر نار قلبها المتعطش الى دم شلد التى كادت ان تكون الرصاصه الثانيه ان تصيبه لولا صرخه اباها الذى كان يجتهد ان يصل قبل الجميع ليمنع نزيف الدم فقد كان الجميع يريدها معركه فاصله :-
توقفى يا بنيتى كفانا دماء.
تقدم الشيخ صالح ووقف بجوار عز الدين وهو الحكيم الحليم بعد ان امر رجاله المتحفزين للثار بالا يفعلوا وكان قد اشطت غضبا ونظر فى وجه شلد وقال :- اعراك حلمى ،فظننته ضعفا ، انها فقط رغبتى فى ان اجعل البحيره واهلها يعيشون فى سلام .
هذه اخر عفو لك وان لم ترجع غن غيك فسوف ترى منى مالم تتوقع .مذ متى تملك ماشيه حتى تسرق منك يا لص .
وتقهقر اللصوص واسلحتهم فى ايديهم ، وكذلك اسلحه الرجالمصوبه نحوهم لا يمنعهم سوى الشيخ صالح .كان شيلد يحملق فى عز الدين والحقد يملا قلبه .توجه شلد الى زبيده معاتبا :- تحملى السلاح دفاعا عن غريب!
ردت زبيده عليه فى شماته :-عجبا فان لم تستحى فقل ما شئت . نسيت دم محمد ؟!
ولكنى لن انساه ما حييت .
قبل ان يبرح شلد الجزيزره قال له عز الدين :- سوف نلتقى قيبا لترى اما الهدى واما الهلاك .
قال شلد:- يومها سوف اريك لون دماك (وضحك ببرود ثم استطرد)
فعلا الغريب اعمى ولو كان بصير كان حديث شلد ينم عن تهديد فلم يكن قد تجرا ان يقف فى وجهه احدا حتى سرق ماله امام عينيه .
ولنا لقاء
عوض حميد
.
0 التعليقات:
إرسال تعليق