الأربعاء، 8 أبريل 2015
3:26 م

القرصان والصياد٢٢

                   القرصان والصياد ٢٢

وفى عصر اليوم كان عز الدين جالسا وصحبه بجوار دكان الشيخ جليل حتى مالت نحو المغيب، ولون شعاعها كل شىء بلونه الساحر الخلاب ،وفى احدى نزوات الشتاء احتجب الشعاع فسلب الكون جماله ،وكست السحب السماء وزحفت ظلمه موحشه على البلده .

كان عز الدين وصحبه يراقبون حركه السحب وكثافتها .وينهض ابو شاهين امرا ناصحا :-

ليعد كلا منا الى داره .وليغلق الشيخ جليل دكانه قبل ان تصيبنا هذه العاصفه بغزير مطرها.

بينما عمده البلده جالسا فى داره يراقب من خلال النافذه السحب الكثيفه الزاحفه نحو الغرب لتحجب اخر بصيص لنور النهار وتنظر بليل قاتم الظلمه ، اذا بصوت خفير ينادى فى عجله .........ياحضره العمده .........يا حضره العمده .

ظل الخفير ينادى حتى مثل امام العمده هو يلهث .سأله العمده ساخرا:-

....ماذا عندك يا خفير ؟ جئت تخبرنى بهطول المطر ؟!

قال الخفير فى عجله دون ان يعبأ بسخريه العمده :- حضر الهجانه بحثا عن عز الدين .

وقعت  الكلمات فى نفس العمده وقع السياط فصاح فى غضب :-

اذا ففى نيتهم القبض على عز الدين كى يتخلصوا منه ،اقسم بخالق الخلق اذا ما مدوا اليه يد بسوء لامزقنهم اربا وليكن ما يكون .

اسمع يا محمد (قليلا ما يناديه العمده بأسمه فى الايام العاديه فشعر الخفير بهول الخبر وفظاعه ما هم مقبلين عليه ) نادى لى على شيخ الخفر!

جعل العمده يروح ويجىءفى عصبيته وقد تملكته نوبه غضب وهو يكلم نفسه :-

خانوا عرابى واتهموه بالتمرد.

اغتالوا نصرالدين لانه من البقيه الباقيه من العرابين الاحرار اه ثأر قديم .........نعم كذلك ثأر حديث ..........ولكن لا فالحرب لم تنتهى وارحام النساء تحمل بابناء الشهداء واحفاد الشهداء .

كان صوت العمده اعلا من صوت البرق والرعد فى الخارج حضر شيخ الخفر وقد تملكه هو الاخر نوبه غضب من الاخبار التى وصلت اليه.

نويت على ايه يا عمده ؟

انتبه جيدا الى كلامى يا حاج خليل ! اجمع كل الخفر وزع عليهم السلاح والذخيره وبكميات كبيره ،اميرى وغير اميرى وتجعلهم يحيطون بمنزل عز الدين وتخبره بما حدث .

حضر قائد الحمله . وما ان تحدث الى العمده حتى تيقن العمده وصدق حدثه :-

اسمع يا عمده سوف تكون البلده تحت حراستنا هذه اليله ، وعلى الجميع ان يلزموا ديارهم ولكن عين الله ساهره ، وقلوب الشعب الاحرار حارسه وما ان وصل حديث قائد الحمله الى سمع شيخ الخفر حتى اسرع الى عز الدين ليخبره بالامر وبان البلده جمعاء على قل رجل واحد ليمنعوا الهجانه من الوصول اليه.

كان عز الدين يستمع الى الرجل وكانه يروى ايه عن اشياء لا تمسه او تهدد حياته فسكت الرجل متعجبا من ثبات عز الدين فى موقف يستدع التحرك السريع لمواجهه خطر مؤكد.

قال عز الدين بلغه القائد الوطنى الذى لم يكن يجعل من اهل البلد الذين يفخرون بكفاحه جدار يحتمى خلفه :-

.........يا حاج خليل لو ان احدكم تعرض الى الى هجان باى شكل من الاشكال فسوف يتخذونها ذريعه ليصبوا غضبهم على البلده ومن فيها كما فعلوا باهل الحى الذى شهد اخر عمليه لنا بالقاهره ويحولوا الصراع الى تمرد على الحكومه .فال تجعلوا العاطفه نحونا تجرفكم فنفقد غطاؤكم الذى يساعدنا على التخفى ، يا رجل لن تستطيع ايديهم الوصول الى البحيره دزن ان تمس قدمى الارض حيث ينتشرون .ان مارايته فى كل ارض دنستها اقدام المستعمر البغيض من شباب مصر يشعرنى ان ام الثورات قد بذرت بذورها فى جميع انحاء مصر لتتمخض عنها الارض ثورات تقض مضاجع المحتل تحت اقدام كل من يريد 


0 التعليقات:

إرسال تعليق