الأحد، 5 أبريل 2015
4:04 م

القرصان والصياد٢١

                             القرصان والصياد ٢١ 

ان ما كان يسعدنى حينذاك ويهون على جرحى، وان ما يجعل الموت يهون فى سبيله هو هذا الظهير الشعبى الذى نحتمى به فيحوينا ،يذكرت حينها يوم ان اصبت فى مبارزت موريس وما رايته من رعايه وعنايه فقلت لها وما زالت البسمه تعلو وجهى والفرحه تملا قلبى :- نعم ولما لا وانتم تقفون خلفنا تضمدون جراحنا وتكونون اعين لنا وطوى عز الدين مذكرته عن رحلته الاخيره بعد ان عرضنا على الجماعه ثم استطرد :- نعم الاخوه حتى الثامن والعشرون من هذا العام الف وتسعمائه واثنين وعشرون ونحن والانجليز فى حرب مستمره ، وريت لكم نبذه منها وسوف تسمعون من اخواننا الكثير والكثير مما فعلوه فاقلق مضاجع المستعمر ، ولما تحرج بهم الموقف وادركوا ان القمع قد زاد على الثورة اشتعالا ، حينذاك اكرهوا على الغاء الحمايه على مصر واعترفوا بها دوله ذات سياده .ولكن دهاء المستعمر ومن خلفه تخاذل السرايا جعلهم لم يتمموا الاستقلال ،بل عز عليهم طمعهم وصلفهم ان يروا شعبا كريما ينعم بالحريه والرفاهيه فوضعوا له ما يسمى بالتحفظات الاربعه .انتفض من بين الحضور ما يستنكر دعوى المستعمر حق الدفاع عن مصر ضد اى تدخل .... ياللعجب من قوم متبجحين انهم ما زالوا يكابرون بعد كل ما راوه من قوه وبساله المصريين.

واكن لكل من الحاضرين تعليقا على فرض الحمايه على المصريين.

مثل مسمار جحا .  ليست حمايه بلد بل هى حمايه للسرايا 

ثم وقف المجاهد الخولى الذى قال :- اسمعوا وليسمع من يريد ومن لا يريد انا نطالب بالاستقلال التام ومن اجله سوف نقاتل حتى تتحرر البلاد من قهر المستعمر وظلم الغريب ، ونحقق امال من سبقوا الذين ضحوا بارواحهم .ان رفاتهم فقد حملتها الرياح ونثرها فى جميع ارجاء المحروسه .. وكما تنتظر البذره فى التربه قطره غيث ، تنتظر هذه الذرات قطرات من الدم الحر لتنبت على مر التاريخ انتفاضات ، وثورات ولن تموت الثورات العرابيه ، ولن يخمد صوت العرابين ليست خساره موقعه نهايه المطاف فالحرب مستمره لتكون هذه الثورة هى ام جميع الثورات القادمه.

بات عز الدين وحيدا فى داره بعد وفاه امه اثناء اشتراكه فى الثورة ، وقد خرجت البلده عن بكره ابيها تودعها وكان جسدها الطاهر كان يقطن كل دار فى البلده ليخرج من كل الديار جماعات تزف الروح الطاهره كدن النسوة يزغردن وهن يودعن عروس السماء ولما لا وهى زوجه الشهيد وام بطل ثائر ،لولا ما يعتريك فى النفوس من اسى لغياب عز الدين وعدم تمكنه من وداع امه .

سبح عز الدين بخياله يستعرض الماضى بتضحيات والده وقد وقف بين مريديه يحثهم على العمل فى سبيل الله والوطن ، وامه بين النسوه تبث فيهن الوعى القومى ،وجبريل واستبساله فى قتال العدو بجراه وشجاعه ،وفاطمه وعليها هالهوقد خرت ساجده لله ، والدرويش وكرماته ، وتاييد الله له ، واحمد جاد وكفاح المصريين من طلبه وتجار وفلاحون واستنكارهم للاستعمار وحكم الغريب .اخذ الحزن والجهد من عز الدين ما اخذ فشعر بثقل راسه فاسندها الى الوساده فنام .

مرت الايام على وتيره واحده ،وعز الدين على غير عادته كان كثير الصمت شارد الذهن مما جعل الصحبه يظنون انه حزين على وفاه امه .دون ان يملكوا له سوى ما فى نفوسهم من شفقه .

 

 

                           ولنا لقاء 

                                       عوض حميد 


0 التعليقات:

إرسال تعليق