الخميس، 23 أبريل 2015
2:51 م

القرصان والصياد ٢٧

                              القرصان والصياد ٢٧ 

مالت الشمس نحو المغيب وهى تتطلع على الكون فى استيحاء من خلف سحب متباعده وهى تاوى خدرها وقف عز الدين راقب الطبيعه فى سكنها بعد ثورتها وفى داخله عشرات الاسئله .

اما الاجابه عليها فهى لا تخصه وحده. لماذا يتقبل الانسان الظلم ويرضخ له ثم يتوانا فى استرداد حقوقه . فمثلا الطبيعه تثور بعد سكون ، والارض تثور فيفجر من جوفها جحيم بعد سكون وفى غضبه لم يكن يشعر بان صوته قد خرج من داخل راسه الى حيز المكان .سمع الريس عتمان دمدمة عز الدين وهو مقبل عليه فظن انه يجلس الى شخص ما ، ولما لم يجد بجواره احد لم ان الرجل مثلهم ذات نخوه فاراد ان يعرف عز الدين عنهم ما يعرفه عز الدين بالفعل من شيم هؤلاء القوم فقال :- وكذلك نحن يا اخى عندما تحين الساعه .لم يكن مجلس عز الدين ببعيد عن دار الشيخ صالح فقد تسرب الى سمع زبيده بعض الحوار مما جعل الدم يجرى فى عروقها من جديد وكان الامل سيول انحدرت الى نهر هجرته مياه الامطار، كما بعث الامل فى نفسها الحياه من جديد خرجت الى المراح تنشر فى ارجائه البهجه والسرور بعد ان زبلت كل بسمه على شفاه الجميع فقد تفتحت للحياه كل ما على الجزيره من نبات وحيوانات وبشر ماعدا عزالدين الذى كان طيله الوقت يفكر فيما مقدم عليه وكيف يبسط الامن دون ان يعرض الآمنيين الى الخطر حتى انه فكر فى العوده الى بلدته وجمع  رجاله لضرب لصوص البحيره من خارج مراح الشيخ صالح ليجنب اهله المتاعب .

كان عز الدين قد تعود الجلوس قريبا من الماء يمد بصره احيانا الى الافق البعيد ، وتاره اخرى يحصى الجزر المنتشره من حوله وينبعث منها ضوء المصابيح الخافته الا بعضا منها يضيئها ما اشعل اهلها نارا للتدفئه او طهى .وكما يودع عز الدين الشمس كل يوم يعود ليستقبلها عند الشروق مسبحا بحمد خالقها :- 

سبحان خالق كل شىء ، ومسير كل شىء ،فى ثورتها وسكونها ، ليت الناس يثورون بعد سكينه كما تفعلين ، ولكنهم اذا سكنوا جنحوا الى الاستكانه ، واذا ثاروا طغوا فسلبوا ونهبوا استباحوا الحرمات .بينما عز الدين يتامل الطبيعه ،وقلبه معلق برب الكون يساله الهدايه والسداد اذ وصل الى سمعه صوت عذب يشدوا لقد عاد شدوا زبيده يملى المراح من جديد فينشر البهجه والنشوه ، ما ان سمعت البنات صوت زبيده حتى هرعول اليها وتركن غنماتهن ترعى وجلسن يستمعن اليها برغم من ان نبراتها الحزينه .

كان عز الدين ايضا يسمع صوتها حيث يجلس ولكنه كان يستمع اليها باذن وحس غيرهن ،كان يحس فى كلماتها بانها تدعوه والرجال الى ان يهبوا من غفلتهم.

كان حمل قد ساقته ارجله الى حيث يجلس عز الدين الذى حمله بين يديه خوفا عليه من الاذى .وما ان راها الريس عتمان حتى بادره :- بالسلام عليكم (ثم ساله ) لمن هذا الصغير ؟فقال عز الدين :- اهملته امه فضل الطريق .كان هذا الحمل لزبيده التى ما ان شعرت باختفاءه حىت خرجت للبحث عنه،وما ان دنت الى الرجلين حتى سمعت قولهما فدنت منهما وسلمت عليهما :- صبحكما الله بكل خير !رد عز الدين عليها تحياتها :- وانتى بكل خير . الريس عتمان :امين !لك هذا الضال؟ زبيده :- كيف يتوه وهو معكم تحموه وكان قول الريس عتمان اكثر وتلقائيه :- حق يا زبيده ان الرجل قد اطمئنت قلوب الجميع اليه ولكنه ينوى الرحيل .

 

                              ولنا لقاء

                                      عوض حميد               

0 التعليقات:

إرسال تعليق