القرصان والصياد ٢٦
مات محمد يا رجال ،دمه راح هادر ، واسفاه ،وانكبتاه ، قالوا الثار نقلت العفو من شيم الكرام قتلوا ولدك يا شيخ واه وحيداه الثار يا رجال ......... النخوه ......... النخوه ..........يايااااااااااا
اخذ صوت زبيده يخبوا رويدا رويدا كمصباح جف زيته فاهتز حتى انطفا فاظلم سماء الجزيره وعم الحزن على الجميع .تنهد الريس عتمان وهو يواصل روايته :-
وحتى اليوم والحزن ينشر ظلاله على الجميع ......استغفر الله العظيم انظر يا عز الدين اشار الريس عتمان صوب مراح يقف عليه قوم من الشيوخ وشباب ونساء واطفال منهم متسلق صوارى المراكب ، وشيخ تعمل عصاه فى الارض بعصبيه رغم ما يبدو على وجهه من ثبات تطلع من على الارض الى الذين تسلقوا الصوارى وهم ينادونهم يبشرونهم بعوده الرجال سالمين فهشت الوجوه الواجمه من الياس والحز ن خوفا على رجالهم الغائبين اثناء النوه ،وفى هذا الطقس العاصف .
تحول الجمود الى نشاط اخرج الجميع عن وقارهم فلقد كادوا ان يرقصوا فرحا بالرغم من حداد الجزيره .
وما ان رست المركب بالشاطىء حتى ارتفعت الاصوات مهنأ بسلامه الوصول نزل من المركب الريس عتمان وبصحبته عز الدين تاركا اهل المراح بتعاونون فيما بينهم فى سعاده على نقل ما جلب الريس عتمان اليهم من خير وتموين . تقدم الشيخ صالح مرحبا بالضيف ثم الريس عتمان مهنا اياهم بسلامه الوصول مستفسرا عن ما فعلته بهم النوه .
وهم فلا الطريق الى السقيفه ناد الشيخ على من يحضر اليهم الشاى .
بعد قليل حضرت تحمل الشاى فتاه زادها الوهن والحزن رقه والحياء فتنه،تجر قدميها وهى تحمل الشاى انتفض الريس عتمان مسرعا نحوها ليحمل عنها الشاى وهو يلومها على ان كبدت نفسها هذا العناء - لما لم تحضره احدى الفتيات بدل عنك فما زلت على غير ما يرام؟ ابتسمت زبيده ايتسامه عزبه بالرغم من سرعه زوالها من فوق الوجه الحزين وقالت :- جئت اطمن على سلامتك يا خال !
قال الريس عتمان :- سلمت من كل شر يا بنيتى !وضع الريس عتمان الشاى فى وسطهم وقبل ان يمد يده به الى عز الدين قال الشيخ صالح مخاطبا ابنته التى كانت وكانها لم تبصر عز الدين بعد :- سلمى على اخيكى يا زبيده !
التفتت زبيده نحو عز الدين سريعا فاهتزت الارض نحو قدميها وقد استحضرت احداث الماضى ، وملئت الدموع عيون قد جفت من كثره البكاء ،فاهتزت الارض واكن الاحداث اكبر من ان تتحملها مثل هذه البقعه الطيبه ،ترنحت زبده حتى كادت ان تسقط فهرع اليها ابوها يمنعها من السقوط ، فطوقها بساعديه وضمها الى صدره وهو يسالها عما تشعر به :- ماذا بكى يا بنيتى ؟ فطمأنته ثم تطلعت الى وجه عز الدين بحياء وقالت عفوا يا اخى . مرحبا بك!
رد عليها عز الدين رد العارف بما تعنيه فالقى اليها بالدواء :- لا تحزنى ولا تقنطى من روح الله ،واصبرى وما صبرك الا بالله المنتقم العدل!
سار الشيخ بابنته الى داره ،وخلفهما عتمان وعز الدين الذى نظر الى الريس عتمان يطلب منه وقد استقر رايه على الاقامه معهم بعد ان شعر ان هذه الارض هى كانت وجهته :-
هل تقبلون ان اعيش بينكم بما يرضى الله ؟ كان الشيخ صالح قد خرح لتوه بعد ان اطمئن على ابنته فسمع عز الدين فكان رده مرحبا بك بيننا يا ولدى .
ولنا لقاء
عوض حميد
.
0 التعليقات:
إرسال تعليق