الاثنين، 30 مارس 2015
2:41 ص

القرصان والصياد٢٠

                 القرصان والصياد ٢٠ 

ذات مساء كنت وصحبى وجماعه من الفدائين نجلس فى مقهى وفجاه انتفض من بيننا الحاج احمد وقد كنت تعرفت عليه من قبل وقد بهرنى بجراته ووطنيته وهو يستاذن بالانصراف .دنوت منه وسالته :-ماشى لوحدك
ابتسم بطيبته المعهوده وقال :- اذا كنت تريد فسويا   قلت :- هل هى وليمه؟ قال :- ابدا خفيف خفيف !
قلت :- اذا سوف ناكل وننصرف ،المشى بعد الاكل يساعد على الهضم .
لقد كنا نتحرك سويا فى خفه وسرعه بالقرب من الحوارى كى نذوب فيها بعد كل عمليه صيد فرادى ،وازواجا (كانت الحوارى باهلها تحتوينا داخل احشائها نامن شر العدو ثم نولد من جديد دون مخاض)
سارت الايام على وتيرة واحده وكما قال الحج احمد خفيف خفيف .
وفى يوم اراد القدر ان نغير من تلك الطريقه فالقى فى شباكنا بسرب مخمور من جنود الاحتلال .بدايتا اردنا ان نتجنب الصدام معهم ،ولكنهم لم يراعوا حرمه هذه الارض حتى الحجاره على ارضها لم تسلم من اذاهم ، ولا اعلم هل قدرنا هو الذى القى بهذه المراه فى طريقهم ، ام هو قدرهم المحتوم فقد التفوا حولها كذكور الدبابير لدرجه ان رتنهم المخمور الذى كان يشبه زنه افقدتنا هدوءنا ، وعلى صراخ المراه تجمع شباب من حيث لا ندرى .ودارت المعركه وكانت قوه سواعد الشباب تزيد من ترنح الجنود وسقوطهم ، وكنا سوف نكتفى بتخليص المراه من براثنهم لولا انهم عمدوا الى استخدام اسلحتهم الذى لم يكن ليحميهم من غضب الشباب فقد كان رصاصهم يتطاير بعيدا فلم يكن الشباب ليدعوهم حتى يصوبوا اسلحتهم نحونا .فكيف لليد المرتعشه السكرانه ان تفلت من اليد الوطنيه المدافعه عن الارض و العرض .وقبل ان نترك انا والحج احمد المكان تاركين خلفنا اكثر من ثمانيه جنود على الارض ما بين قتيل وجريح ، طلبت من الشباب ان يغادروا المكان قبل قدوم البوليس الحربى البريطانى .
وبعد ان قطعت مع الحاج احمد مسافه غير قصيره ادركت ان هناك من يتتبع خطانا ، فانحرفنا الى ذقاق كى نستطيع من خلف جدرانها ان نقف على حقيقه من يتبعنا وقد كانا شخصين فزابا فى ظلمه الليل ولم نعد نسمع لهم صوتا .لم يطل انتظارنا طويلا اذ سلكا الشخصين وهما الاعلم بدروب حيهم طريقا اخر يؤدى بهما الى مواجهتنا حتى نطمئن لهم ويطمئنا لنا من دون ان تجعل المفاجاه منا خصمين تحدث احدهما الينا مرشدا :-     اتبعنا والله معنا 
هنالك نزل لفظ الجلاله على قلبينا بردا وسلاما وقبل ان اهم مستفسرا منهما عن سبب ملاحقتنا سمعت صوتا اخر كان صوت انثى اذ امرتنى بالكف عن الاسئله والاسراع فى المسير حيث هناك دم يسيل على ظهرى وانه سوف يلفت الانظار الينا وقد يوقعنى فى قبضه العدو .كان يهيا لى انها تشير الى وحدى ولكنها حين قالت :- 
لا تضيعا الوقت فى الكلام ، فكلاكما ينزف ، وذلك يشكل خطورة عليكما بالموت اما حينما يتعرف عليكما البوليس الحربى من ملا بسكما الملطخه بالدماء ، او الدماء التى سوف تسيل منكما .
وجدت هنالك المراه تحملق فى وجهى فى دهشه ومازلت يحثنى على الاسراع بالمسير ثم تسال فى دهشه :- نتحدث عن الموت فيعلو وجهك بسمه سعاده ، هل الاقبال على الموت يسعدك الى هذا الحد ؟ فقلت لها :-لا بل اقص عليك سبب سعادتى.


                             ولنا لقاء
                                          عوض حميد 

0 التعليقات:

إرسال تعليق