الخميس، 16 أبريل 2015
5:55 م

القرصان والصياد ٢٤

                    القرصان والصياد ٢٤ 
المطر يهطل وتغير الامواج على الشاطىء بضجيج الظافر حامله المركب كى تحطمها على احجار الشاطىء فيصد عنها الاذى بحار وكانه قد التصقت قدماه بسطح المركب ليصبحا كوحده واحده يعلو ويهبط معها ثم يميل يمنه ويسره وهو لا يتخلى عن الزود عن المركب .
اتجه عز الدين نحوهم وعلى مقربه منهم وقف ينظرخلفه وحوله .ثم السماء فى رهبه مستلهما منها امره .عز الدين والقلب منه يتطلعا الى الافق البعيد لم تطل وقفته حيث فقد ابتلعت الطبيعه رياحها وكفت السحب عن الذوبان ،سعد البحاره لزوال العاصفه ، ولكن الاقسى ما كان عليه حال عز الدين بالرغم ان البحاره يقاسون مثله البلل والبرد ،تحمل عز الدين كل ذلك فى صبر ،لم يهرع اليهم بل ظل فى مكانه يستلهم امره من ربه يساله العون وهو يردد فى نفسه (انك احب البلاد الى ولولا خوفى على اهلك ما تركتك) ابى البحاره ان يتركوا الشاطىء قبل ان يعلموا حاجخ من كان يشاطرهم قسوه البرد فنادوه وكان قد بدا يقبل عليهم ليبادرهم السؤال عن وجهتم قبل ان يسالوه فما كان منهم سالوه عن وجهته هو فقال :- اللى بلد الله وحده اعلم بها والله يهديكم ويهدينى.
كانت الطبيعه تترنم بترتيل الرحيل بهت البحاره وتحيروا ،كان الريس عتمان بالمركب وسمع الحوار الدائر بينهم وما كان يعنيه من الامر كله سوى ان الرجل يرغب فى الرحيل مثله مثل الكثيرين اللائى احتضنتهم البحيره على اختلاف اهدافهم وتوجهاتهم .استبد الحزن بعز الدين وهو يرى الريح وقد تحول الى نسيم وظهر قرص الشمس وسط السحب وما هى سوى لحظه او تكاد حتى تقترب المركب من الشاطىء لتحمله الى حيث لا يعلم . انقبض قلب عز الدين وهو يرى موطنه يبتعد رويدا رويدا حتى طمس البعد  معالم البلده فبدت وكانها ماذن نبت من صفحه ماء.
خلع عز الدين ثيابه المبلله اخرى كان يحملها معه ،وحل النار جلس معهم ينشد الدفء ، ثم اراد ان يدفء قلبه ايضا فتوجه الى الله وصلى .تناول عز الدين معهم الطعام ثم اسند ظهره الى جدار المركب وكان عزف الات الطبيعه من بوص ونباتات وخرير فقاقيع الماء الناتجه من احتكاك قاع المركب التى ملأ شراعها الريح فكان اشبه بجناح طائر يكاد ان يطير بالمركب على سطح الماء
كان الريس عتمان يجلس فى مواجهه عز الدين يتحين الفرصه المناسبه للكلام مع عز الدين ،كان صوت الماء قد دغدغ احاسيس عز الدين لولا ان الشاى قد حضر فمد الريس عتمان يده بكوب الشاى الى عز الدين وهو يخاطبه :- تفضل الشاى وهون عليك فما كان يصيبنا الا ما كتب الله لنا ،والرزق بيده وحده.
قال عز الدين بشىء من الطمانينه :- ونعم بالله ،شكر الله لكم وهداكم وهدانا الى سواء السبيل !
كان الريس عتمان قد التقى بالكثير من الناس على هذه الشطأن وكان لكل منهم حكايه ومنها يتعرف على سلوك الشخص فمنهم من تحتضنه البحيره واهلها ومنهم من تلفظه ،كانت الغالبيه العظمى منهم فارين من بطش الحاكم والسلطه .مط الريس عتمان شفتيه واعتدل فى جلسته ليقص على عز الدين حادثه وقعت بالمراح الذى يقصدونه اى قريتهم الصغيره .فى الشتاء الماضى (توقف الريس عتمان عن سرد هذه الحادثه ولكنه تحرج بعد ان بدا ، مالا يعرفه الريس عتمان هو ان عز الدين له معرفه تامه بالبحيره وجزرها المنتشره فى الانحاء كمجموعه قرى يعمل اهلها بالصيد الى جانب الرعى اذ تكثر النباتات حول الجزر لتكون مرعى خصب للحيوانات والاسماك .بعد فتره صمت لم تطل قال الريس عتمان.........

                               ولنا لقاء
                                             عوض حميد

0 التعليقات:

إرسال تعليق