القرصان والصياد ١٩
وخرج الاسود كل من عرينه وانطلقوا ليسجلوا صفحه جديده
من الكفاح.
انطلقت اول شراره للثوره الشعبيه من الازهر الشريف .لقد كان الازهر الشريف دائما مركزا للتجمع ،ومنه تنطلق المظاهرات ،فتملا الطرقات ،والجيش الانجليزى يتعقبها بمدافعه وبنادقه .
والشعي الاعزل يقابل رصاصهم بصدور عاريه .
اشتبك جموع الشعب مع المحتلين فى معارك طاحنه .فطن الانجليز الى ان الازهر الشريف هو مركز الانطلاق فحاصر وه لمنع الثوار من دخوله .فنصبوا امامه مدفعا ضخما صوبوه الى بنائه .وكلما جاءت فئه من شعبيه راحوا يحصدون الارواح وقد اصابهم السعار ،والخوف .وتولانا الشعور بالقوة والرغبه فى الثأر .سالت الدماء وزهقت الارواح ،ورمل نساء ويتم اطفال .
ماذا نفعل امام ذلك المارد ؟ما العمل وذلك المدفع ليس لنا به حيله!
هل نموت دون ان نتمكن من فعل شىء ؟ ام نعمل ولا نجنى ثمار جهدنا ، نيران فى قلوبنا ،وغليان فى عروقنا يدفع بنا الى مواجهه التحدى حتى ولو كان نصيبنا القتل دون ان نحقق هدفنا .كان يحدث ذلك كثيرا.
ونحن فى تاملاتنا نفكر ونتدبر اذ بمواطن نفذ صبره وقادته حميته قد تسلل من خلف موقع المدفع ووثب نحوهم واطاح بطاقم المدفع ثم ركبه لا لشىء سوى مواجهه التحدى واطفاء نيران العجز المؤلمه وبعد ان نشر الرعب والفزع بين صفوف العدو وجعلهم يشعرون بضعف موقفهم مات برصاصه غادره لتبقى ذكرى استشهاده وشجاعته وهو الاعزل خالده بعد ان اثبت لهم حقيقتهم الجبانه حتى والسلاح بايديهم .مات ومازال المدفع مصوبا نحو بناء الازهر .بات الجند فى فزع ورعب كبيرين ،فكان كل صيحه او ظل سحابه تمر فوق رؤسهم هى عوده قتيلهم الشهيد لماهجمتهم.ولم ييأس المصريين وتفزع حيلهم التى توصلهم الى قاده الثوره والاجماع بهم داخل الازهر اذ تطوع البعض بان يحولوا كل من يقترب الى محيط الازهر الى التوجه الى المقر الجديد كل ذلك كان يحدث تحت اعين وبصر جنود الاحتلال ، الذين شكروا لتلك الافراد صنيعهم وهم يلوحون اليهم بايديهم يطلبون منهم الابتعاد عن المكان فيطيعون امرهم وهم يوجهوهم الى زاويه العميان ،حتى ان الجند بعد ذلك كانوا يوجهون المتظاهرين نحو زاويه العميان ظنا منهم ان معنى الكلمه تطلب منهم البعد او الرحيل عن المكان .
من زاويه العميان كانت تنطلق المظاهرات نهارا والتشكيلات
الفدائيه للعمل ليلا.
كانت انطلاقه ثوره بعد صبر سنين كنا ننتظر فيها ان يوفى المحتل بوعوده التى ضربها للمصريين بعد انتصاره فى الحرب التى زادته غطرسه وجبروت ، فكانت اشبه ببركان ظل افلا على جحيم ثم انفجر.
كنا جميعا كلمالاح لنا من بعيد بين هذه الجموع من يمت لنا بصله قرابه او نسب معرفه ندنوا منه حتى نستطيع ان ينقل الاخبار والمعلومات منا والينا .
فى وسط هذا التجمع كنت دائما ما ارى الشيخ عثمان وهو يهتف بصوت هادر بين المتظاهرين من شباب الازهر ،وكم حاولت الوصول اليه او محادثته كما تفعل عاده مع كل من نعرفه ،ولكن كان يذوب بين العمائم الهادره التى كانت فئه من فئات الشعب المصرى الذى زحف نحو العاصمه ليعلنها مدويه
(الاستقلال التام او الموت الذؤام)
ولنا لقاء
عوض حميد
.
0 التعليقات:
إرسال تعليق