القرصان والصياد١٨
وفاضت الروح الى خالقها تائبه .وشاء لها الرحمن ان تموت وهى ترجو رحمته وغفرانه وتعمل من اجلهما.بكاها ال الشاذلى بعيون جفت دموعها .
اسدلت ام عز الدين ستار الجفون على اخر فصل من المسرح الفانى .زفت عروس التوبه الى مثواها الاخير.
يبكيها الناس فتتبخر دموعهم ،يولولون النسوه فيحبس جلال الموقف اصواتهن ،يوحد الخلائق فيشق عنان السماء توحيدهم ،ثم تداخلت الصفوف فجاه تنبه من فى المؤخره الى حدوث شىء ما فى المقدمه،وتطلعت كل الابصار لبعضهم البعض بحثا عن حقيقه الامر الا رجال عز الدين الذين يعرفون الواجبات المنوط لكل منهم القيام بها.وحد الخلائق وكبروا ،فتحرك النعش الهوينه،كان عز الدين حينذاك يقف بجانب الطريق يتحدث الى شخص اغلب الظن انه من العيون الوطنيه المنتشره فى انحاء المنطقه ،وماان راى عز الدين من انباء .
وما ان وصل عز الدين الى جوار النعش حتى تحرك كمن ينتظر قدوم عزيز .وما ان قام عز الدين وهو فى مقدمه المشيعين برفع يمناه ثم نادى :- الله اكبر الله اكبر من خرج فى سبيل الله فهو فى رعايه الله.
وصلت الجنازه الى منطقه المفارق وهنالك اختلط الحابل بالنابل وامتلا المكان بالناس ما ان استشعروا الخطر هتى هانت عليهم الحياه.وبسرعه وخفه حل محل النعش عربه كاروا كانت تسير خلف الجنازه محمله بالقش الذى كان يغطى سلاح المقاومين الذين انتشروا به بين القبور وبين البوص الذى نما على شاطىء البحيره وما كاد الرجال ياخذون مواقعهم حتى كشف الغبار القادم عن جند راكب من جنود الاحتلال .كان يكسو السماء سحب متفرقه يحملها الرياح فتزاحمت وتلاصقت فسترت الشمس خلفها وكست العتمه المكان وانشقت الارض عن الدرويش فى مقدمه المشيعين وهو مندفعا نحو العدو وفى يده رايه من خرقه باليه ينادى رب القوى و القدر :- الله اكبر
كانت صيحه استجابت لها قوى الطبيعه ، فهبت الرياح عاصفه متربه ،واندفعت السحب متكاثفه متراكمه نحو قرص الشمس فحجبته.
اشتدت الريح عاصفه تحمل الاشياء لتقذف بها فى ثورة ،فهاجت الخيل وفزعت والقت بحمولها تحت سنابكها واندفعت ببعضهم الى ماء البحيره لينشغلوا عن الناس بمحاوله جمع شتاتهم ولم ما تفرق من خيلهم وعتادهم وكرامتهم التى تبعثرت فى الوحل ليعودوا من حيث اتوا بخفى حنين.
جعل الناس يتحققون هل هم فى حلم ام تلك عين اليقين .اصاب الرصاص المذعور بعض الاهالى الذين حملو ا العلاج ،ولم ينتبه الاهالى الا على صوت عز الدين وهو ينادى :- ايها الابطال وارواالفقيده التراب وسبحوا بحمد الله منجيكم من الكرب والبلاء .
وفتحت القاعه واقيم العزاء وقرا القران على روح الفقيده .كان الجميع وكان على رؤسهم الطير يسالون انفسهم او يتسالون فيما بينهم الى متى لانستطيع ملاقات العدو وجها لوجهه حرصا على سلامه المواطنين العزل من انتقام وبطش رجال السلطه ،ولا نتصيدهم الا فرادى ،وما ان يتجمعوا فى شراكنا ويسهل القضاء عليهم بضربه واحده حتى يكون الخوف على اهل البلده شفيعهم.
ومن نفس المكان ،وفى نفس اليوم والساعه من الاسبوع التالى يقف عز الدين بين القوم قائلا:- ايها الاخوه اعتبارا من الغد سوف تهب مظاهره نستنكر فيها ظلم المستعمر تحت قياده زعيم الامه مناديين بالحريه والاستقلال ،فالحريه فينا ولنا قبلوا او رفضوا.
ولنا لقاء
عوض حميد
.
0 التعليقات:
إرسال تعليق