الخميس، 12 فبراير 2015
11:49 م

القرصان والصياد١٦

                       القرصان والصياد ١٦ 

شعر عز الدين بان وقفته قد طالت وان ذلك يسبب خطوره عليه فبدا تعليمات فاطمه

(لوسى) اليه فى خطه الخروج من الحديقه الخلفيه . وماان اصبح عز الدين خارج الفيلا حتى اندفع صوب الازقه والحوارى قبل ان يتم انتشار الجنود بعد ان يعلموا بمصرع قائدهم الملقى فى البدروم وهم يبحثون عنه فى المكان الطبيعى لوجوده فى هذا المنزل وهو اما الصالون ، او غرفه النوم . فضل عز الدين الالتحام الشعبى حيث الدفء الوطنى والامان . وما ان اكتشف قائد الحرس مقتل موريس حتى امر جنوده بالبحث عن تلك الجماعه التى نفذت عمليه الاغتيال . كان عز الدين وهو يهرول فى تلك الحوارى المظلمه بهمسات المواطنين من خلف النوافذ والشرفات يرددون - الله معكم - الله معك - الله معكم!

نعم الله معنا ، مادام الشعب الابى معنا ،الم تكون انتم الذين احتويتم نصر الدين بين جنباتكم تحرسونه وتمنعون عنه موريس .نظرت خلفى قبل ان اعرج الى حاره الا بعد ان تاكدت من انه ليس من احد يتبع خطاى ، وهناك اصتدمت بجسد جعلنى اشعر بسقوطى بين براثن العدو ولكن هذا الشعور سرعان ما تبدد وحل مكانه احساس بالامان كان حضن لم اشعر به قبلا الا عند امى فلما همست استجابت لكا كا جوانحى اذ قالت :- لا تخف ان الله معنا !

كانت امراه مصريه بحق .ايمانها ووطنيتها اقوى من بنيانها .مصريه حتى النخاع لم يختلط بدمها ماء سوى ماء النيل ،نعم ماء النيل ، شريانك يا مصر .دمك يا امنا .ومنك كانت حياتنا .فلا كنا ان لم تكونى .وضاع من حلم يوما ان تضيعى .ولن تضيعى ما دامت الحره تلد ،والنيل ينشد انشوده الخلود...

كان جسدى ينزف .واشتد النزيف مع الانفعال والحركه .بدات حركتى تبطىء وقوتى تخور لولا شجاعه الاخت الوطنيه وعنفوانها اذ كانت ترفعنى من فوق الارض وهى ممسكه بذراعى تدفع بى بين الازقه والحوارى دون ان ادرى من امرى شيئا حتى وصلنا الى دار طرقت على بابه دقات مميزه فكان فتحه اسرع من الطرق عليه فقذفت داخله وما زالت تتابط ذراعى الذى اذا تركته هوى جسدى الى الارض فقد خارت قواى تماما الا من بعض الهمه بامل النجاه .كنا نسير فى ظلام تام ، لا ارى شيئا فقط كنت اشعر حينما نهبط او نصعد اننا نسير تحت مستوى الارض ، فقد كنت اسمع بين الحين والحين سؤالا :- من معك ؟ فيكون الجواب اخ فدائى!

بعد لحظه سمعت من يسال :- هل جراحه خطيره ؟فيكون الجواب:-  اعتقد

فيستطرد :- اسرعا اذا !

فاسرعت بى مهروله ثم سمعتها وهى تلهث تقول :- لالا

هنالك علمت ان احدهم يريد ان يمسك بى يريحها ويعيننى وكانها كانت تحس بى او انها لا تامن على الا وانا فى حمايتها .كان السكون والظلام يلفنا وطال الطريق بى وانهكنى السير ، واخيرا نلت ما تمنيت بهد ان نال منا التعب .ارادت ان تجلسنى فى فراش ولكن ما عاد هناك وقت للجلوس فسقط على الفراش رغما عنها مما افزعها فسمعتها فى اسى تعتذر فاردت ان اهون عليها واشكرها ولكنى لم استطع وصوت صفيرا يملىء راسى الذى ترفرف فوقه رايات الموت. وبالرغم من ذلك كنت سعيدا اشعر بالامان . كان يحيط بى عده اشخاص . وكانت تتسرب الى انفى رائحه العقاقير وكاننى فى مستشفى . كان الجميع يعمل فى علاج جرحى ما عداها اذ كانت تحملق فى وجهى بدهشه عبره عنها لجماعتها بقولها :- انظروا الى وجه الرجل تعلو وجهه بسمه عريس سوف نزفه الى عروسه لتوه .

كانت الحركه داخل الغرفه تزداد ،ولكن القلق فى نفس الجميع ايضا ن لمل المراه فكان قلقها والامها اعمق .كان الانفعال واضح على وجهها ،وكان كلما  شحب وجهها اتسعت حدقتا عينيها .

فلقد كنت وسطهم اشعر واكاد اسمع دقات قلوبهم ،فسمعت من يهون عليها بقوله باقتطاب :- سوف يعيش !

فقالت وهى تمسح الدمع من عينيها :- سوف يموت اخى من جديد اذ تاخرت فى نجدته!

                                  البقيه تتبع

                                                      عوض حميد


0 التعليقات:

إرسال تعليق