الأربعاء، 14 يناير 2015
12:24 م

القرصان والصياد١١

                         القرصان والصياد ١١

بينما كان الهدف فى داره سمع طرقات على الباب فانتفض فزعا ثم اعاد لنفسه هدؤها وتوجه الى الباب ففتحه ثم اطل براسه ليعلم من الطارق الذى جذبه ثو اوصد الباب دونه وساقه الى المجهول وقد اخرصته المفاجاه وشلته الرهبه وافزعه الصمت واراد ان يسال فلم تخرج الكلمات من فمه الا حروفا متناثره من فم كبله الاثم :-  
من انت ؟
فقال الملثم ليؤكد لنفسه ان من بيده هو الهدف المنشود :- انت محمود بائع اللبن ؟
ولم يعطه اى فرصه للرد عليه بل كان يجره جر مما جعله يساله بانفاس لاهثه :- 
.....نعم انا هو .  الى اين نحن ذاهبان ؟
ويجيب الملثم دون ان يتوقف عن السيراو يهدء من سرعته :- 
....سوف تعلم بعد قليل فقط كف عن الاسئله !
اندفع  الملثم بمحمود فى حوارى قريته وازقتها حتى خرجا منها وهو يدفع به فوق طرق معبده وغير معبده وغير ممهده صوب المقابر ،فلم يستطع محمود الصمت اكثر من ذلك فاستوقفوه ليعلم حقيقه الامر ولكن دون جدوى فالح محمود واختلط الحاحه بتوسلاته ،وكاد ان ينتهى بهما الطريق ولم تزل يد الملثم قابضه على ذراع محمود قبضه حديديه لا يمكنه الافلات منها حتى وجد نفسه بين القبور فنظر الى الملثم دون ان يعلم انه قد خلع اللثام على بوابه الجبانه فاصابته رعده اهتزت معها جميع اوصاله وقال الرجل :-هل عرفتنى الان ؟انا من كنت كظلك طيله الايام الماضيه ،اعد عليك انفاسك وسوف ازهقها الان .
وكانا قد توسطا المقابر وتعالى النباح يتخلله العواء مختلطا بالنقيق وصفير الصرصور فزاد المكان وحشه حتى ضوء القمر لم يستطع ان يخفف من هول الموقف ، فاختلط الفزع بالوحشه بالرغبه فى الحياه وما ان سقط ضوء القمر على وجه الجلاد الذى كانت تلمع عيناه لتسلب من محمود ما تبقى له من امل فى الحياه . قال الرجل بعد ان اسند محمود الى احدى المقابر ليتلو عليه قرار اتهامه :- انت قد اخترت هذا الطريق بمحض ارادتك لتسلمنا الى عدونا ، ونحن نموت من اجل ان تنعم انت واهلك ، وقد حكم عليك بسم الوطن بالاعدام جزاء خيانتك .
وقبل ان يفيق الخائن من وقع  النطق بالحكم كانت السكين تسكن بين ضلوعه ولم يكن منه الا انه فتح فاه ولم يخرج منه لا اهه ولا استغاثه وكان لسان حاله يقول الموت خير من عار الخيانه .كان كل شىء معد فلم يكن دفنه يكلف الرجل من جهد سوى ان يركله بقدمه فيستقر فى باطن القبر ويغلق عليه لتتلقاه املائكه فيسال عم جنت يداه .
لم يسير الرجل كثيرا ليخرج من القبور ثم يقف بشاطىء البحيره ليغسل يداه من دم مخطىء نال جزاءوه وبات الان حسابه عند الله .
وكان يلح عليه سؤال ماذا من امر المراه ؟ وماذا قرر عز الدين بشانها وقد ثبت عليها الجرم مادامت فى بيته فسوف ينفذ الحكم عليها بنفسه !
ليته يسلمها لى فاقودها الى حيث يرقد شريكها !
وما ان رفع الرجل راسه عن ماء البحيره بعد ان غسل يديه ورجليه حتى ابصر رجل وامراه مقبلان على الطريق فراى فيهما عز اليدن والمراه فحدث نفسه بان لا يترك عز الدين ليلوث يديه بدمها فيقوم عنه بتنفيذ الحكم .
توجه الرجل نحو القادمين وما ان اقترب نحوهما وتبين انهم رجل وامراه زاد يقينه انهم عز الدين والمراه .
توقفا الشبحان عندما تيقنا من اندفاعه نحوهما واحسا منه الخطر فتانى فى سيره حتى كان على مسافه قريبه منهما فاراد ان لا يزعجهم ان لم يكونا ما يظن فقال :- 
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته !
فاطمان القادمان وقال الاخر ةعليكم السلام ورحمه الله وبركاته . 
فعلم انه ليس عز الدين .
                                  

                           ولنا لقاء

                                          عوض حميد 

0 التعليقات:

إرسال تعليق