الأحد، 28 ديسمبر 2014
2:19 م

القرصان والصياد ١٠

                            القرصان والصياد ١٠ 


انهمرت الدموع من عين الفتاه ،وتزلزل الكيان التائب من هول الموقف ورهبه المكان ،وخرجت الى الارض وهى تدمدم:- عزالدين- عزالدين!

ارتاعت الام وفزعت من الحاح فاطمه فى طلب عز الدين مما جعلها تسالها الاخرى فى دهشه:- 

ما شان عز الدين بما نحن فيه؟!

قالت فاطمه:- الشان شانه والخطر خطره.

ثم انصرفت الى حجرتها وهى تجر قدميها وقد انحنى كاهلها وكانها تحمل عليه حمل ثقيل .حضر عز الدين من صلاه الفجر فاصطحبته امه الى حيث تجلس فاطمه مكومه فى فراشها وقد اعياها كثره البكاء وما على كاهلها من الم الندم ،هرع اليها عز الدين يهدا من روعها فلربما تسرب اليها خبر اتهامها :-

ماذا حدث هل اخبرك احد بما يسئ ؟

نظرت فاطمه الى عز الدين وقالت دون ان تعبا بما سوف يترتب على ماسوف تقوله من تبعات وهى تمسح ومازالت تغسل القلب العاصى بدموع التوبه :-

محمود بائع اللبن مرسال بينى وبين المخابرات الانجليزيه (كانت دهشه فاطمه شديده عندما لم يحرك عز الدين ساكنا ولم يتضح على وجه اى علامه للدهشه كما كانت متوقعه فاستتردت)

...ولكن والله العظيم اننى منذ دخلت هذه الدار وقد تحول حالى ولم استطع حتى مجرد التفكير فى المهمه التى كنت موكله بها.

اختلطت اصوات الديكه باناثها عند وضع البيض،وكان دجاج البلده جميعا كانوا على موعد الوضع كانت دقات الكفوف فوق المطارح تفرد كرات العجين لتحولها الى ارغفه ثم يقذف بها فى نار الفرن فيعبا فى سماء القريه رائحه الخبز الطازج الشهى الذى يظل عالقا فى انوفنا حتى بعد ان نهجر القريه الى المدينه .يتخلل سكون البكور همهمات النساء امام الافران المنتشره فوق اسطح المنازل ودخان الحطب المشتعل فى جوفها ،وصوت الاطفال المبكرين طمعا فى نيل كل مايشتهون،فهذا طفل قد حمل بيده حنون بالسمن والسكرواخر قد قذفت له خالته بما احضر من حبات البطاطس والبصل فى نار الفرن وما ان ينضج كل ذلك مع بعض البيض والخبز الساخن حتى يلتف الاطفال حول الوليمه سعداء بما نالو دون هذه الطفله التى هجرت فراشها عندما افتقدت امها الى جوارها وقد تركتها لتلحق بباقى النسوه فوق سطح الدار وما تكاد تستقر الام فى مكانها حتى ترى الطفله فى اثرها تبحث عنها بين النسوه وهى تترنح بيبن النوم واليقظه فتهرع اليها الام تلتقطها قبل السقوط لتفترش القش وتتوسد فخذ الام بين استهجان النسوه ومشاكستها-منهن من يغريها بما يهوى الاطفال ومنهن من يداعبها باعتبارها اخر نتاج العائله.

مايحدث على سطح الدار يحدث بالمثل على جميع اسطح القريه ،هكذا كانت القرى كما وان لكل رجل دور فى هذه الحياه فقد كان ايضا لكل امراه دور تعيشه ولاتمل من ممارسته تفخر وتستمتع وهى تعانى فى تنفيذه حتى ولو فقدت العائل ففى مثل هذه الممالك يكون الابن الاكبر مهما كبر سنه او صغر هو السند والمعين لهذه الاسره وهنالك تسمع الكلمه المعتاده على لسان كل ارمله مهما كان حسنها وشبابها:-

                                        حضن اولادى ودفءحبهم بالدنيا ومافيها.

تقل الحركه نهارا فى شوارع القرى وحواريها ،ويكاد ان ينعدم صوت البشر ولا ترى او تسمع سوى صوت الحيوانات الاليفه والطيور الداجنه ثم يبدا رويدا رويدا عوده الحياه الى القريه مع عوده الرجال من اعمالهم قبل ان تغرب الشمس .

دنا الليل واسدل ستاره على المخلوقات بشرها وخيرها -فسعى فاعل الخير لجنيه ،وسعى فاعل الشر لحتفه 

                                     


                                   

                                     ولنا لقاء

                                                عوض حميد

0 التعليقات:

إرسال تعليق