القرصان والصياد ١٢
بينما النسيم يداعب اوراق الشجرالمطل على الشاطىء ويناجى تيار البحيره الهادىء ، ويسكن اشرعه المراكب فيحملها الى حيث يبغى القاصد .. بحار قد جلس بمؤخرتها يوجهها حيث يشاء وهو يشد .
ياعامل حساب الدنيا ....يا عم ...دى فانيه
انضر وراك واتامل......واعمل حساب الثانيه
وراك خطا وذنوب .....غرتك !مهياش دايمه
حمل النسيم هذه الانشوده الى حيث الجالسين بجوار حانوت الشيخ جليل بصحبه عز الدين وقد هاموا بارواحهم ، وحواسهم مع انشوده البحار حتى انتشلهم من اعماق الحقيقه ومن مكان غير بعيد صوت يردد :-
يا حى يا قيوم ،يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على طاعتك
التفت عز الدين صوب الصوت وقد علت وجهه بسمه سعاده وارتياح فقال :-
انه الشيخ عثمان لم نعد نسمع له صوت ،اين كان ؟
فياتيه صوت ابو شاهين :-تلقاه يطوف باولياء الله فيحضر لهم المولد وها قد عاد .
ام الشيخ جليل فرد فى تهكم ولكن بايجاز :- يا خوى .. ربنا يستر من طلعته !
وفجاه اصبح الدرويش خلف ظهورهم كمن انشقت الارض عنه مما افزع الشيخ جليل وذلك ما يجعله دائم النفور منه ،والدرويش يردد :-
صل على النبى !قلبك ابيض ،حق والنبى .. لكن لسانك طويل .
كان الجميع ان ينفجروا بالضحك لولا خوفهم من انفعال الشيخ جليل الذى هب واقفا غاضبا من قول الدرويش وصاح فيه :- اخرس قطع لسانك.
لم يهتم الدرويش بانفعال الشيخ جليل بل توجه راسا الى عز الدين وامسك راسه مقبلا اياها هامسا اليه بصوت سمعه الجميع :- مبارك انت (ثم ضرب راسه بيده وقال) اه كاد الشيطان ان ينسينى ، رايت ليله البارحه نور يفج من دار الشاذلى مثل نور القمر ليله تمامه .
اهتم عز الدين بحديث الدرويش على عكس الشيخ جليل وبعض الحضور اخذا بالمظاهر .
ساله عز الدين :- ماذا تقصد يا شيخ عثمان ؟
وبسخريه الشيخ جليل المعهوده قال :- على الله يصدق ويبقى انوار فرحك !
وكان الدوريش لا يرى او يسمع الشيخ جليل فواصل حديثه الى عز الدين :-
نور الهدايا ..نور الهدى .
قال عز الدين :- اقلقتنى يا رجل وضح كلامك !
ولكن لم يعد الدرويش موجود فكما كان ظهوره فجاه كان اختفاءه كذلك ما عدا صوته الاتى من بعيد مختلطا باصوات اهل السوق الذى يذوب فيه كل الاصوات ما عدا تلك الجمله :-
هو العليم..............هو التواب الرحيم
كان الشيخ جليل مازال يتتبعه ببصره وسخطه فى حذر خوفا ان يغضب عز الدين الذى ترك حديث الدرويش فى نفسه اثرا عميقا فيسيطر الصمت على الجميع رغما عنهم ،ولكنه لم يدم طويلا حتى بدده صوت الدرويش وقد وقف على مقربه منهم مرددا :-
يا واحد يا احد يا قهار !هو التواب !يا قوى !(وضرب بيمينه الفراغ كانها سيف بتار وهو يردد) يا حى يا قيوم يا مطهر القلوب يا رب ...كى تكف عن الظلم.
مخاطبا ما لانرى ، ثم دنامن عز الدين وهو مجهد وهمس :- اما مازلت هنا ؟انهض حالا وتوجه الى دارك لتعرف ما تريد تفسيره .
وظل الدرويش يدفع عز الدين نحو داره ، ثم تركه ينطلق فى حوارى القريه الى ان دخل من بابه
ولنا لقاء
عوض حميد
.
0 التعليقات:
إرسال تعليق