القرصان والصياد٩
انفض المجلس ، انصرف الجميع الى بيوتهم ،سعد عز الدين الى حجره امه فدخل عليها وقبل يدها مستئذنا قبل ان يعرج الى حجره فاطمه ، وبعد ان همس فى اذنيها ببضع كلمات انصرف متوجها اليها فطرق بابها فأذنت له ، وما ان اصبح داخل الحجره حتى راى فاطمه منبطجه فوق فراشه وقد انحصر ثوبها ليكشف عن انثى لها جسد تجلى من خلق ونسق وابدع وصور فى احسن صوره ليسبح المخلوق بحمد خالقه ،ويشكر نعمته عليه اذ احسن خلقه ،ويعمل المرء على تحسين طباعه وخلقه وليس للاغراء ونسج حبائل الشيطان .ظن عز الدين هنالك انه لم يكن قد من دعوه له بالدخول فعاد الى الباب وطرق عليه مره اخرى ،فدعته الى الدخول مره اخرى وهى تهم بطيئا لتستر بعض ما انكشف من جسدها ،فتقدم اليها وكله ثقه فى نفسه ،فلما احست به وقد دنا منها رفعت اليه راسها ،ابصر عز الدين فى عينيها دمعتين كقطرتا الندى وقد سكنتا مقلتيها وما ان امعنت النظر فى وجه عز الدين حتى سقطتا تلهب خديها معلنه عن اندفاع سيل من الدموع ، مد عز الدين يده لينتشلها من رقدتها ،دنا منها حتى لاصقها فاحست بحراره جسده يصعقها وياجج العاطفه المكبوته له فى نفسها .
هنالك القت بنفسها فوق الفراش وقد تملكها منه رهبه ، فملات سماء الحجره تنهداتها.
حمل عز الدين راسها الى صدره ولكنها حرصت الا ترفع يداها اليه مقاومه بذلك رغبتها فسالها عز الدين :-
فاطمه !كنت احس انك تريدين التحدث الى فى امر يشغلك ويهمك ليتك بوحت لى به!
ارادت ان تجيب ولكن شيئا منعها فقالت :- لا شىء ارجوك .. ابتعد عنى ..انا ..انا .
ووضعت كفيها على وجهها لتخفى عيناها حتى لا يقرا فيهما ما اخفته ، وسدت فمها كى لا يفلت لسانها كما فلت زمام قلبها .
مد عز الدين يدها ليرفع وجهها ويزيح ستار يداها عنه ، وما ان التقت عيناهما حتى القت نفسها وقد تلاشت بين طيات شبابه .
اسند عز الدين راسه الى راسها وقد احاطها بذراعيه وهو يسالها عن ما كانت تريد قوله ، كانت فاطمه هنالك تشر بضعف لم تالفه اخافها وكذلك يثير شفقه من راها ، كان كذلك احساس عز الدين فناى بنفسه بعيدا عن هذه الزله فانسحب الى حجرته وبعد ان توضأ اتجه الى ربه مستغفرا .
سبحان ربى فالق الاصباح ،سبحان الكريم الحليم الفتاح ،سبحان من اطلق الجناح ، سبحان من سير الرياح .
خشيه منك ربى ورغبه فى لقائك يستيقظ عبادك الصالحين ليسجدوا حمدا لنعمتك وطلبا لفيض رحمتك .
وقفت ام عز الدين فى حجرتها تؤدى صلاه الفجر .
كانت فاطمه قد تعودت طيله الايام الفائته ان تتسلل خلف ام عز الدين عند الصلاه فتتعلم منها قواعد الصلاه ثم تنصرف خلسه اذا ما انقضت :-
الله اكبر ( قالتها فاطمه بكل ما يملك العبد نحو ربه من خشوع )
وسجد القلبان تضرعا وخشوعا . الله اكبر - تتفتح لها ابواب السماء وتسجد لها الملائكه
- تكبيره مؤمن زادته الرهبه خشوعا - تكبيره ضال عرف الطريق الى الهدايه فتاب .
فى فجر ذات يوم وبعد ان خرجت فاطمه من الصلاه وهمت ان تتسلل كعادتها منصرفه اذا بها تسمع ام عز الدين تطلب منها البقاء - ...... اى فاطمه ان صلاتنا ،ونسكنا ،ومحيانا ومماتنا لله رب العالمين وبذلك امرنا ..والحمد لله اننا مسلمون.
ولنا لقاء
عوض حميد
0 التعليقات:
إرسال تعليق