القرصان والصياد ٨
ادركت ام عز الدين من الحاح البائع فى النداء ،ومواء القطه ان فاطمه لم تكن قد استيقظت بعد فحملت وعاء اللبن تتبعها القطه التى وقفت خلفها وعيناها شاخصه وكانها تطلب من البائع ان يفرغ اللبن فى فمها مباشره وهى تهز ذيلها المرفوعلم تكن القطه تشد من ذلك كله سوى نصيبها من اللبن التى صبته لها ام عز الدين،ما ان استقر اللبن فى جوف القطه حتى رفعت ذيلها فى سعاده،وجعلت تتمسح بقدمى ام عز الدين التى ما زالت واقفه عند راسها تنظر اليها ،وعقلها يعمل ويفكر فى الحيوان الحامد لربه الشاكر للمعروف الممتن لعطاء مجردا من الهوى ، والمنفعه .
وعند اذ جاء صوت فاطمه من اعلا السلم فى وهن يشوبه الخجل :-
....صباح الخير يا خاله !ارجو المعذره لم اسمع صوت البائع !
....صباح الخير يا بنيتى ! ازعجنى ان لاتكونى على ما يرام .
ولازت فاطمه بالصمت اياما وقد بدا على وجهها الشحوب مما جعل عز الدين وامه ينشغل بالهما عليهما ،اذ لم تعد تنل من الزاد الا ما يسد رمقها ومن النوم الا قليلا حتى انها لم تعد تواظب على النزول الى بائع اللبن .
على ضوء ما جاءت به العيون من تقارير تفيد بان بائع اللبن ويدعى محمود وانه اداه استغلها الاعداء كما استغلوا حياته الرخيصه فى تدبير مؤامره الغرض منها الخلاص من عز الدين ليسهل بعدها تفكيك الجماعه وما يتصل بها من خلايا اخرى ،وقد حكم شيوخ الجماعه عليه وهو الذى حكم على نفسه بالموت حين ارتضى لنفسه الخيانه ، هذا الذىلم يبخل على الاعداء بسر من اسرار المخلصين من ابناء وطنه .انه مخلوق باع ضميره لاعداء وطنه بثمن بخس فباعوه مقابل لم يتقدموها .
طلب عز الدين راى الجماعه ، اشتد النقاش وحمى وطيس الجدل اتحدوا جميعا على الحكم ، واختلفوا الى جماعات فى طرق التنفيذ وزمنه .
الخائن اذا كان معلوم فعقابه معلوم ومتعارف عليه فى شتى المنظمات والجماعات .
محمود فى حد ذاته قتله معضله كما ان حياته ووجوده لا قيمه ولا وزن لهما
ان الشباب فى شتى المنظمات والجماعات دائما ما يكون لهم ثقلهم وفاعليتهم غير ان حماسهم وحميتهم لابد لها من حكمه الشيوخ .
كان من عاده عز الدين عندما يقف هذا الوقف ان يميل الى الصمت والاطراق الطويل حتى يمتص ثوره وانفعال الشباب حتى اذا ما تكلم صمت الجميع .
مال ابو شاهين على عز الدين ليستفسر منه عن صله فاطمه بمحمود.
حينذاك رفع عز الدين راسه فتعلقت به كل الابصار فنهض ووقف بينهم وقال:-
ايها الاخوه دائما ما نتوخى الحذر وناخذ الحيطه ولكن الحذر ولا يمنع القدر وقد المجاهد لا يتساوى مع قدر الخائن فهل يستوى الاعمى والبصير ،وهل تستوى الظلمات والنور .
ان محمود خائن وجزاؤه القتل ، ولكن اذا ما تتدبرنا الامر سنجد انفسنا كمن يكسر مرأته عندما لا تعطيه صوره يرضاها .فهل محمود وفاطمه بالخطوره التى تجعلنا نعجل فى الخلاص منهما ؟
وهل هما بما لديهما من سلاح قوى بما لدى اسيادهما؟اما هما فبين ايدينا وفى قبضتنا وتحت ابصارنا حتى نستفيد منهما بقدر الامكان .
ان هذه الخطه الموضوعه لمحمود وفاطمه لا تتعدى النيل منى وهم لا يعلمون ان كلنا فى واحد .
محمود ايها الاخوه مراه العدو التى نرى فيها حقيقه نواياه ،فليبقى الى حين
ولنا لقاء
عوض حميد
.
0 التعليقات:
إرسال تعليق