القرصان والصياد ٧
قوته وحلمه استدعيا الشيطان الى خلوتهما قبل ان يستدعى عز الدين امه لتقديم يد العون الى فاطمه وما ان سمع همس الشيطان حتى استعاز بالله من الشيطان الرجيم ،ووضع الفتاه فى فراشها ثم هرول الى حجره امه وما ان سمعت الام منه ما حدث الى فاطمه حتى هرعت اليها وشرعت تخلع عنها ثيابها المبلله وهى مغمضه العينين مستسلمه دون ان تعبأ بمن يمكن ان يكون داخل الحجره الخاليه الا من الام التى القت عليها بغطاء ثقيل قبل ان تنصرف وتعود اليها بحساء ساخن يدفء جوفها ثم انصرفت بعد ان اطمانت عليها .
لقد كانت الليله قاسما مشتركا فى حياه فاطمه ،وذلك بعد ان رات من اهل هذا البيت من دفء المشاعر واحتواء الاسره ، وكل ذلك جعلها تذهب فى ثبات عميق غير ان شىء انتشلها من رقدتها لتجلس القرفصاء ،وتعض بنانها ندما على شىء ما ، وترقص على وجنتيها عبرات كحبات اللؤلؤ وهى لا تعرف لحالها اى تفسير ولا لبكائها معنى غير رغبتها فى البكاء فتركت لدموعها العنان.
فى صبيحه اليوم التالى حضر بائع اللبن ينادى وقد ابتكر كلمات جديده ينادى بها بعد ان ابصر فاطمه فى هذا البيت :-
حليب يا لبن ، يا صباح الورد الجورى !
نزلت اليه فاطمه ، واقتربت منه همس اليها ، وهمست اليه ، ثم اطرقت براسها ومدت يدها بوعاء اللبن فسكب فيه اللبن وانصرف .
ياتى بائع اللبن كل يوم ينادى :- حليب يا لبن يا صباح الورد الجورى!
فتنزل اليه فاطمه يهمس وتهمس ثم تغلق الباب وتتجه الى القطه فتصب لها نصيبها من اللبن وتنصرف لعملها المعتاد .
وفى يوم لم يكن فيه البائع كعادته ،اذ بدا قلقا حتى جولته بالحى كانت سريعه ثم انطلق فى حوارى القريه يحث حماره على الاسراع وكانه يشعر بان هناك من يتعقبه ويريدا به شرا .
عطفه الى عطفه ، ومن ذقاق الى ذقاق ثم يلتفت حوله ويقف يلتقط انفاسه وهو يبحث بناظريه عم يتتبع خطاه فلما لم يجد احدا يعلم انه لاشىء سوى وهم الخائف وخيال المذنب.
سلوك مفاجىء اعترى تصرفات فاطمه ،سيط عليها وجوم نهارا ، خاصم النوم حفونها ليلا حتى ان القط لم تعد تنعم بمداعبتها عدا انها تحتضنها فى صمت .
يسدل الليل وشاحه على القريه ، ياوى الناس الى فراشهم ، يستسلمون الى النوم
بعد عناء وجهد يوم شاق ، ما عدا السهارى وعشاق الليل ، والباحثين عن الحقيقه .ولكن عما تبحث فاطمه ؟
التى تنظر الى القطه وهى راقده بجوارها مستسلمه الى النوم ، فتتنهد متمنيه ان تكون فى سلامها طال سهاد فاطمه وعلت تنهداتها .
تعودت فاطمه على ان تسترق السمع الى مؤذن وهو يمهد لصلاه الفجر بالتسابيح ، يسبح لخالق الليل والنهار ، فالق الاصباح ، الكريم الحليم الفتاح .
ذلك الصوت الذى طالما كانت تجعل من وسادتها كاتم له حتى يحرمها من متعه النوم ، وهى فى ذلك الشعور الروحانى الممتع اذ اقتحم عليها الشيطان خلوتها فاغرقها فى ثبات عميق .
اطلت على البلده شمس هذا اليوم فايقظت جميع النيام دون فاطمه ، حتى مواء القطه التى علا بعد سماعها صوت بائع اللبن لم يوقظها .
تململ بائع اللبن فى وقفته وارتفع صوته بالنداء المره تلو الاخرى وظهر على وجهه القلق والخوف ثم هم بالانصراف ولكنه لم يقوى على ترك المكان .
ولنا لقاء
عوض حميد
.
0 التعليقات:
إرسال تعليق