الاثنين، 24 نوفمبر 2014
12:59 م

القرصان والصياد ٦

                           القرصان والصياد ٦ 

وتحت جنح الليل زحفت الفصائل الثلاثه بهدف تطويق عز الدين ورجاله عند خروجهم لملاقات قوه رمزيه مكشوفه زج كطعم لاصطياد عز الدين.

لم يخرج عز الدين لمواجهتهم بل اتخذوا لانفسهم مواقع يراقبون منها تحركات العدو ، فمنهم من كان فوق الاشجار ، اما باقى المجموعات فقد انتشرت بين الاحراش المنتشره على ضفه البحيره فى هذه المنطقه بعيدا عن القرى لتجنب اهلها انتقام قوات الاحتلال عقب كل هزيمه يمنون بها فى مواجهه اهل البلاد الذين يرزخون تحت نير وظلم احفاد القراصنه ، كما وان هناك ايضا من كان باطن الطريق وظلمه الليل حالكه ( تجاويف التى صنعتها تدافع الامواج نحو البر وتعود وهى محمله بالطبقه الاقل تماسكا والتى يزداد نحرها عاما بعد عام مع النوات الشتويه حتى باتت اشبه بخنادق الجنود)، الصمت رهيب ،لا يسمع سوى نبضات لقلوب مؤمنه ، وانفاس مترقبه متحفزه ،يغشى هذه المنطقه ظلام دامس ماعدا ومضات تثقب قتامه الظلمه ، وكأن السماء قد امطرت نجومها على هذه الارض .. عيون تترقب وتتاهب .

يسمع من بعيد قرقعه سنابك الخيل* وهى تعزف على الطريق الترابى سيمفونيه الدم.

تعلو نبضات القلوب وتلهث الانفاس وتتلاحق ، وتزوغ الابصار وتعمل العقول وتتدبر .

القادمون يخافون المباغته ، والمنتظرون يتحرقون الى الثأر ثم الشهاده ، والمعتدون يتمنون لو تغيرت وجهتهم .

وكان للاحرار ما ارادوا وعلى الباغى تدور الدوائر . وبالمباغته والسريه وفن التخفى كان للاحرار ما ارادوا دون ان يتركوا للعدو حتى زريعه الانتقام من المواطنين.

وكذلك كما فى كل مره يعود العدو فيها مهزوما يلعق جراحه تلوح له من جديد فكره سلاح المراه .

ذات مساء عاد عز الدين الى داره ، وما ان ولج من باب الدار واغلقه خلفه بعنايه دون ان يحدث صوت يوقظ النيام ، فيظل الدار كما هو دائما تكسوه السكينه والهدوء .

وما ان استدار عز الدين حتى احس بارضيه الفناء وقد بللها الماء ، فتتبع ببصره الماء حتى يقف على سبب البلل ولكن راعه ما راى-  فاطمه وقد سقطت من فوق الدرج مغشيا عليها ، مهدله الشعر الكستنائى المبلل وقد غطى وجهها ، وما ان ازاح عز الدين الشعر عن وجهها حتى راه وكانه لم يكن قد راه من قبل (وجه ابيض صبغته حراره الشمس بحمره داكنه جراء تجوالها فى النجوع والقرى قبل ان ينتهى بها المطاف فى كنف عز الدين) ذلك وقد انحصرجلبابها المبلل عن ساقيها كاشفا الفتنه المستورة تحته ،وذلك كله لم يكن يلهى عز الدين عن ما اعتراه من وساوس وخوف من ان تكون الفتاه قد اصابها مكروة وهى امنه وتحت رعايته ،ناداها وكرر النداء راجيا ان تحرك ساكنا فيطمئن قلبه ولكن هيهات . حمل عز الدين الفتاه بين ذراعيه دون ان يتحرج من اختلاف الجنس وما ان دنا راسها من عنقه هنالك احس بدفء انفاسها رغم برودتها من البلل فاطمان على حياتها فاسرع الخطى صاعدا بها درجات السلم المؤديه الى غرفتها الكائنه بجوار حجره ام عز الدين ليضعها فى فراشها ثم يذهب ليخبر الام بما حدث كى تعمل لفاطمه ما يعيد اليها الدفء والحياه .

فلم يكن ليستطع القيام بما سوف تقوم به الام من استبدال للملابس وتجفيف الجسد.

كل ذلك وهو يناديها ، فتحت فاطمه عيناها مرتاعه فزعه ، تعلقت حينئذ بعنقه مستنجده تحتمى فى جسده من خطر يهددها ولم تكن تدرى هل ارتعش بدنها من البلل او من لمس عز الدين لها .

تلاقت مع عيناه فارتعشت شفتاها راغبه ان تدسهما بين شفتيه فلم تجرؤ فأحست وكانها محمومه فاحتواها عز الدين فالتصقت به لتذوب فى كيانه القوى.

 

                                ولنا لقاء 

                                               عوض حميد

 

سنابك الخيل :طرف الحافر

0 التعليقات:

إرسال تعليق