القرصان والصياد ٥
اوقف الفتاه الصوت المنبعث من اعلى الدرج وكانه قادم اليها من كل ركن من اركان هذا المنزل ما جعلها تدور حول نفسها قبل ان يستقر بصرها على وجه تشع من نور يهدئ الروع ، ويظل كل من يراه بمظله السكينه والامان، انه صوت ام عز الدين :-
تقدمى يا بنيتى .. فمن تخطت قدماه عتبه الدار واتقى ربه واصلح كان من الامنين .
وخلعت الفتاه ما عليها من ثياب ،وما على بدنها من اثار التشرد والفاقه ،ولبست من فضل ربها من الثياب ما يرى وما لايرى حتى وكانها قد بدلت فما عادت هى نفسها تدرى من امر نفسها شيئا مما جعلها باتت شارده تائهه اختلط عليها كل شئ فلم تعد قادره على ان تدرى من امر نفسها شيئا ، ولا من اين اتت ،او كيف اتت .
عاشت الفتاه فى دار الشاذلى مسلوبه الاراده لا تدرى هل هى سعيده ؟ ، هل هى راضيه ؟.... كما لم يكن قد ساور اهل البيت ما يثير شكوكهم كما وانهم لم يلمحوا فى معرفه اكثر من اسمها فاطمه .
كان لهذا الحى بائع لبن تعود على ان يحضر كل صباح منذ زمن فينادى - لبن !
ولم يغير من حماره او وعاء لبنه حتى اتت فاطمه فتغير منه كل شىء حتى النداء فاصبح يجمل فيه :- حليب يا لبن... يا صباح الورد الجورى.
ومرت الايام على وتيره واحده . غير ان الهدوء الذى اتسمت به تحركات قيادات الانجليز الاقليميه فى هذه المنطقه اثار شكوك عز الدين وجماعته مما دعاه الى طلب الجماعه الى الانعقاد للتشاور فى هذا الامر والعمل على الوقوف لعلى حقيقه الامر على ضوء ما يصلهم من اخونهم فى الجماعات المنتشره فى انحاء المنطقه .
انفض المجلس وهم على يقين واجماع ان المحتل يدبر امرا ويجب الاستعداد والحيطه ومراقبه كل المداخل التى تؤدى الى مقراتهم.
ولنا لقاء
عوض جميد
0 التعليقات:
إرسال تعليق