الأحد، 2 نوفمبر 2014
11:07 ص

القرصان والصياد٤

                                 القرصان والصياد٤ 

صبغت هذه الذكريات وجه عز الدين بلون افزع الفتاه ، وجعلها تتجمد فى مكانها ، ويملا راسها صفير الخوف، والرهبه . شعرت حينئذ برغبه شديده فى العوده .وكادت ان تهرول هربا لولا حصار عز الدين لها اذ دائما ما يلقى اليها بطوق النجاه من الخوف وحبال الاطمئنان:- 
لا عليك فهناك سوف يكون فى استقبالك ام طيبه مؤمنه.
كان نصر الدين رغم تعقب قوات الاحتلال له طليقا امنا يعرفه الجميع تحت كل رداء تخفى فيسه ، وخلف كل جدار احتمى خلفها ، تحرسه وتساعده وهو يستنهض الهمم
ويستثير حفائظ النفوس ، ويستحى ميت العزائم ويهيج عاطفه الثأر والانتقام فى نفوس الرجال والنساء والولدان.
لقد انتهت معركه عرابى ولكن الحرب لم تنتهى . يلزمها رجال مؤمنون بوطنهم حريصون على بقاء نار الثورة مشتعله حتى يقطع دابر الخائن وعميل ودخيل .زلكن الدخيل لم يمهله فقد قتل بيد قال عنها نصر الدين وهو يلفظ انفاسه الاخيره غريب عن بلده، وبعيدا عن ذويه ، ولكنه بين اهله ومريميه:- 
اللهم اطل فى عمر موريس حتى يكون عز الدين رسول عزرائيل اليه .
هذا الموريس الذى  اقتحم على نصر الدين المسجد بخيله وجنوده المدججين بالسلاح المصوب نحو صدور المصلين ، اما موريس الذى كان يشهر سيفه زهو ونشوه لانه قد ظفر اخيرا وبعد جهد وعناءبالشيخ نصر الدين ولم يكن قد وعى الى دعاء الشيخ وهو فرح بما قد خيل الشيطان اليه انه قضى على الثورة بقتل الشيخ اذ قال وهو يهم بارتكاب جريمته وهو غير مصدق عينيه:- 
اخيرا يا نصر الدين.
وهنالك ادرك نصر الدين انه فى قبضه السفاح متعطش لسفك الدماء  انه راحل عن عالمنا لا مفر وان ما سوف يسمعه لمريديه هو الدرس الاخيرله عن الوطنيه
واستقبال الشهاده فى سبيل الله والوطن نويجهض فرحتهم التى تلاشت مع ابتسامه الشيخ وهو يستقبل الموت راضيا:- 
بل حانت ساعتى . فوالله الذى دنستم بيته باقدامكم ن كما دنستم هذه البلاد لو كان فى العمر بقيه ما انقصتم منه شيئا ..
التفت عزم الدين الى الفتاه التى كانت تنظر اليه بين الحين والحين تختلس التطلع الى تعبيرات وجهه وهو  يعبر الذكريات . وهنا التقت عيونهما ، فرسمت الفتاه على وجهها بسمه رضا ، وسارت الى جانبه وهى تزفه بالدعوات الطيبه .
وتوجه عز الدين بها الى داره الذى فتح بابه ودخل تتبعها الفتاه بجسدها فقط وعيناها زائغتان تتفحصا كل ارجاء المنزل ثم تستقر عند سقفه المرتفع لدرجه لم تكن تالفها فزاد خوفها او قل رهبتها فدمدمت :- لالا
وكادت ان تنكص على عاقبيها لتولى الادبارلولا سمعت النداء
                                           ............. تتبع
                                                                                 عوض حميد

0 التعليقات:

إرسال تعليق