القرصان والصياد(1)
زحف قرص الشمس تسبقه سهاما مشتعله لتذيب ماتبقى من سحب كانت جاثمه على صفحه البحيره لتهتك الستر ،وتتطل مرسله
جدائلها تتراقص رقصه الحيات ،قبل ان تذوب فى حنايا الامواج ،وبعد ليله مطيره ،ونوة عاصفه.
تطل الشمس براسها على البلده لتمنح الدفء فوق اسطح المنازل العتيقه ،وامام الحوانيت ،وجلس الشيخ جليل امام حانوته ،ومعه ولده الخولى ، وبجوارهما عز الدين ،والعم ابو شاهين وجبريل .
وبينما هم فى متعه بدفء الشمس اذ بفتاه مقبله من اول السوق وهى فى حاله يرثى لها من البؤس والفاقه ،تنادى بمراره:-
-لله يا محسنين لله .
نبرات حزينه وصوت كسير ذليل وبؤس يكسو رقه وحسن .وما ان يقترب منها بشر حتى يتردد :- عزيز ونزل ،يسترك ولا يحوجك لنذل!واهتزت القلوب وتضاربت الاحاسيس واختلفت الرؤى ، قلب يعطف ويتعاطف مع المساكين ،وقلب عرف الشيطان بحيله والاعيبه ، ونفس ملاتها الريبه والشك ،فنشبت معركه البحث عن الحقيقه ،وقطع الصمت والشك وصوت عزالدين يقول
:- البنت دى غريبه عن الناحيه.
فالتفت اليه جبريل منبها .
:-المراه المراه! .....اذا ذكرت ذكر الحيات والسم،واذا تكلمت سمع صوت الشيطان.
وهنا وبفكر وعقل المؤمن ورحمته وحنانه هدأ ابو شاهين من الجدل عندما قال
:-يا اولادى دى منظرها يقطع القلب لا تجعلوا الشك يرفع من قلوبكم الرحمه والشفقه .
اما ناقوس خطر الجماعه والذى بشكوكه التى دائما ما تتحقق بعضا منها قال الشيخ جليل فى كلمات مقتطبه.
:-ربما وتحت اللسان السم
وبرغم الجدل الدائر بين الجماعه منهم مكن تعاطف معها ومنهم من شكك فى نواياها وحذر من خطورتها وكان دليله على ذلك ان الشمس لم تستطع بعد ان لفحت هذه البشره البيضاء الا ان تزيدها جمالا وفتنه .
ألا عز الدين بالرغم انه كعادته قد ترك اذنيه معهم الا ان عيناه ظلت تتبع خطى تلك الفتاه التى كانت تترنح، وتتخبط ،وترتجف تحت ثيابها الرثه التى لا تستر، ولا تحمى من لسعات البرد .
ذلك ما جعل اهل السوق يغدقون عليها المال والقوت،وما يستر البدن الممشوق ،الغض المرتعش
نهايه الجزء
سوف يتم نشر القصه على عده اجزاء لطولها
عوض اسماعيل
0 التعليقات:
إرسال تعليق