وهذه مجموعه نوادر اخرى
قعد إلى بشار رجل، فاستثقله، فضرط عليه ضرطة، فظن الرجل أنها أفلتت منه. ثم ضرط أخرى، فقال الرجل أفلتت، ثم ضرط ثالثة، فقال الرجل: يا أبا معاذ، ما هذا؟ قال بشار: اسكت، أرأيت أم سمعت؟ قال الرجل: بل سمعت صوتا قبيحا. فقال بشار: لا تصدق حتى ترى!
* مر بشار بن برد بقوم يحملون جنازة وهو يسرعون المشي بها، فقال: ما لهم مسرعين، أتراهم سرقوه فهم يخافون أن يُلحقوا به فيُؤخذ منهم؟!
عن محمد بن الحجاج قال: جاءنا بشار يوما مغتما، فقلنا له: ما لك مغتما؟ فقال: مات حماري، فرأيته في النوم، فقلت له: لم مت؟ ألم أكن أحسن إليك؟! فقال: سيدي خُذْ بي أتانا .. .. .. .. عند بيت الأصبهاني
تيَّمتني بِبَنانٍ .. .. .. .. وبِدَلٍّ قد شجاني
تيمتني يوم رحنا .. .. .. .. بثناياها الحسان
وبغنجٍ ودلالٍ .. .. .. .. سَلَّ جسمي وبراني
ولها خذ أسيل .. .. .. .. مثل خد الشنفران
فلذا متُّ ولو عشـ .. .. .. .. ـت إذاً طال هواني
(أتان: أنثى الحمار؛ الثنايا: أسنان مقدم الفم؛ أسيل: أملس ومستو) فقلت له: ما الشيفران؟ فقال بشار: وما يدريني؟ هذا من غريب الحمار، فإذا لقيته فاسأله.
* قدم علي بن جهم على المتوكل – وكان بدويا جافا – فأنشده قصيدة قال فيها: أنت كالكلب في حِفاظك للودِّ ... ... ... وكالتيس في قِراع الخُطوب
أنت كالدلّو لا عدمناك دلواً ... ... ... من كِبار الدِّلا كثيرَ الذَّنوب
(الذنوب: الماء الذي في الدلو). فعرف المتوكل قوته، ورقة مقصده، وخشونة لفظه، وأنه ما رأى سوى ما شبه به لعدم المخالطة وملازمة البادية. فأمر له بدار حسنة على شاطئ دجلة، فيها بستان حسن، يتخلله نسيم لطيف يغذي الأرواح، والجسر قريب منه، فيخرج إلى محلات بغداد، فيرى حركة الناس، ومظاهر مدنيتهم، ويرجع إلى بيته. فأقام ستة أشهر على ذلك، والأدباء والفضلاء يتعاهدون مُجالسته ومحاضرته. ثم استدعاه الخليفة بعد مدة لينشده، فحضر وأنشد: عيون المها بين الرُّصافة والجسر ... ... ... جلبْنَ الهوى من حيث أدري ولا أدري
فقال المتوكل: لقد خشيت عليه أن يذوب رقة ولطافة
قعد إلى بشار رجل، فاستثقله، فضرط عليه ضرطة، فظن الرجل أنها أفلتت منه. ثم ضرط أخرى، فقال الرجل أفلتت، ثم ضرط ثالثة، فقال الرجل: يا أبا معاذ، ما هذا؟ قال بشار: اسكت، أرأيت أم سمعت؟ قال الرجل: بل سمعت صوتا قبيحا. فقال بشار: لا تصدق حتى ترى!
* مر بشار بن برد بقوم يحملون جنازة وهو يسرعون المشي بها، فقال: ما لهم مسرعين، أتراهم سرقوه فهم يخافون أن يُلحقوا به فيُؤخذ منهم؟!
عن محمد بن الحجاج قال: جاءنا بشار يوما مغتما، فقلنا له: ما لك مغتما؟ فقال: مات حماري، فرأيته في النوم، فقلت له: لم مت؟ ألم أكن أحسن إليك؟! فقال: سيدي خُذْ بي أتانا .. .. .. .. عند بيت الأصبهاني
تيَّمتني بِبَنانٍ .. .. .. .. وبِدَلٍّ قد شجاني
تيمتني يوم رحنا .. .. .. .. بثناياها الحسان
وبغنجٍ ودلالٍ .. .. .. .. سَلَّ جسمي وبراني
ولها خذ أسيل .. .. .. .. مثل خد الشنفران
فلذا متُّ ولو عشـ .. .. .. .. ـت إذاً طال هواني
(أتان: أنثى الحمار؛ الثنايا: أسنان مقدم الفم؛ أسيل: أملس ومستو) فقلت له: ما الشيفران؟ فقال بشار: وما يدريني؟ هذا من غريب الحمار، فإذا لقيته فاسأله.
* قدم علي بن جهم على المتوكل – وكان بدويا جافا – فأنشده قصيدة قال فيها: أنت كالكلب في حِفاظك للودِّ ... ... ... وكالتيس في قِراع الخُطوب
أنت كالدلّو لا عدمناك دلواً ... ... ... من كِبار الدِّلا كثيرَ الذَّنوب
(الذنوب: الماء الذي في الدلو). فعرف المتوكل قوته، ورقة مقصده، وخشونة لفظه، وأنه ما رأى سوى ما شبه به لعدم المخالطة وملازمة البادية. فأمر له بدار حسنة على شاطئ دجلة، فيها بستان حسن، يتخلله نسيم لطيف يغذي الأرواح، والجسر قريب منه، فيخرج إلى محلات بغداد، فيرى حركة الناس، ومظاهر مدنيتهم، ويرجع إلى بيته. فأقام ستة أشهر على ذلك، والأدباء والفضلاء يتعاهدون مُجالسته ومحاضرته. ثم استدعاه الخليفة بعد مدة لينشده، فحضر وأنشد: عيون المها بين الرُّصافة والجسر ... ... ... جلبْنَ الهوى من حيث أدري ولا أدري
فقال المتوكل: لقد خشيت عليه أن يذوب رقة ولطافة
0 التعليقات:
إرسال تعليق