القرصان والصياد١٣
وما ان وطات قدما عز الدين صحن الدار حتى وجد امه تقف ماخوذه لم تكنحزينه ، ولم تكن ايضا مسرورة ،صعد عز الدين الدرج حيث تقف امه التى نظرت اليه وسارت امامه الى حجره فاطمه دون ان تقول كلمه ، دخل عز الدين على فاطمه ونظر اليها ،لم يعد ولم يتردد بل تقدم نحو فراشها الهوينه ليراها فى ثوبها الابيض وقد رفعت يداها الى السماء مبتهله :-
يارب لا اعرف اين انت ولا اعمل صفاتك بل احس بك وارى نور رحمتك ، لا اراك بل ارى طيف نعمتك ، ضللت فهديتنى .
كان عز الدين مازال واقفا خلفه ماخوذ وقد سجد قلبه فسجد اثره حتى نادته فاطمه :- انهض يا طاهر فربك عنك راض اما انا . هل سيغفر لى ؟سوف يرضى عنى ؟
وسال دمع الندم على وجنتيها ،وعز الدين ينظر اليها باكباروعطف دون ان يعرف عنها سوى احداث ايامها الاخيره فقال :-
هونى على نفسك فاطمه ، فان الله يعلم الجهر وما يخفى .ارجو المعذره اذا كانت اسات الظن بك او اسات اليك .
فاطمه :- لا لم تسىء الى بل احسنت الى نفسى .لو لاك ما اهتديت .وبدونكما ما نجيت .ولقد طلبت حضورك اليوم لتاخذ حذرك وتحطاط مما يدبر لك .دخلت هذه الدار ولا جنسيه لى او دين . هكذا يكون امثالنا مثل دود الارض او خفافيش الظلام .ظلمنا المجتمع ثم لفظنا وتخلى عنا تبرا من سلوكنا بعد ان البسنا ثوب العار ،والقى بنا التيار الذى بدوره يجرفنا الى حيث لا نستطيع المقاومه او العوده او حتى التوقف .فقد القوا بنا الى مدن تصل ليلها بنهارها وترفرف عليها الرايات الحمراء خمر،ورقص ،ونساء . كانت امى احداهن فقد نزحت الى المدينه لا تبتغى سوى قوت يومها ، ولا تملك ما تواجه به هذه المدينه سوى شبابها وجمالها المدفون تحت عوامل الفقر والتشرد ، ولما اعياها البحث عن قوت يومها وكلب الجوع امعائها ولم تجد ما يسد رمقها الا بعد ان تدفع اجله ما تبقى لها من خصوصيه رفضت بادىء الامر ، ولكن هيهات ان يصمد الجوف الخاوى اما اغراءات الشيطان واعوانه فاستسلمت لنصيحه ٠(بديعه) التى جهزت ودفعت بها الى اللاعوده .وبعد فتره غير وقع فى هواها ضابط انجليزى استطاع اقناعها مستغلا جمالها للتجنيد فى الجيش الاحتلال براتب شهرى . وبذلك ضمن لها القوت ، والمتعه والسهرات الصاخبه فاثمرت هذه العلاقه عن ثمره ملعونه نبتت فى بيئه فاسده اسمياها (لوسى) هذه الشيطانه الصغيره التى تدربت على ايدى فئه شريره تحمل فى جعبتها اساليب وخطط شيطانيه يعجز عنها الابالسه كانت هذه الشيطانه لوسى انا التى وافقت على ان احل محل امى التى قدمت لاعداء بلدها من خدمات يمقتها كل واع يقظ الضمير ، فادمنت كل ما يغيب العقل والضمير ، فاعتل بدنها وضعفت قدرتها مما جعلهم يهملوها لعدم اهميتها .
ذات ليله استيقظت من نومى على يدها المرتعشه وصوتها الواهن وكنت حينها لم اكن قد افقت تماما من تاثير ما تجرعته من الخمر تلك الليله ، كانت تقول لى وتنصحنى فى توسل :-
اهربى يا لوسى ولا تجعليهم يفعلوا بك مثل ما فعلوه بى ثم يلقوا بك الى التهلكه .
اجبتها حينها بعينين لم اقوى على فتحهما بغرور وقد بخ الشيطان فى كيانى احساس بالجبروت :-
انا لست مثلك فلن القى بنفسى فى بئر الادمان.
فقالت امى لا يغرنك اطرؤهم لجمالك وذكاؤك ولطف معاملتهم الان .انهم قوم غلاظ القلوب ضميرهم .اهربى الان قبل فوات الاوان ،قبل ان لا تستطيعى الفرار من وغزات الضمير.
.
0 التعليقات:
إرسال تعليق